ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

في وداعه.. محطات خالدة وأعمال لا تُنسى في مسيرة الموسيقار زياد الرحباني

فيروز وزياد الرحباني
فيروز وزياد الرحباني

ودّع الوسط الفني العربي، والمحبون في لبنان والعالم، الموسيقار الكبير زياد الرحباني، الذي رحل بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من خمسة عقود، ترك خلالها بصمة استثنائية في مجالات الموسيقى والمسرح والكتابة.

ورغم رحيله، تبقى أعماله شاهدة على عبقرية فنية نادرة، صنعت ثورة في الأغنية والمسرح العربي، وفرضت أسلوبًا خاصًا تميّز بالجرأة، والواقعية، والسخرية اللاذعة، بعيدًا عن الزخارف أو المواربة.

ولد زياد الرحباني في يناير 1956، وهو نجل السيدة فيروز، أيقونة الغناء العربي، والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، أحد أعمدة الأخوين رحباني. ومنذ بداياته الفنية، اتضح أن زياد لا يسير فقط على خطى والديه، بل يختط طريقًا خاصًا به، صادمًا أحيانًا، لكنه صادق دائمًا.

بدايات مبكرة وصوت ثائر

أول ظهور فني علني لزياد كان عام 1973 من خلال مسرحية "سهرية"، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. ومع تصاعد الحرب الأهلية اللبنانية، تحوّل المسرح عند زياد إلى منبر للرفض والمقاومة والسخرية من الواقع السياسي المتدهور، فقدم أعمالاً مثل "نزل السرور"، "بالنسبة لبكرا شو؟"، "فيلم أميركي طويل، والتي أصبحت لاحقًا من كلاسيكيات المسرح العربي الحديث.

اعتمد زياد في مسرحياته على اللهجة اللبنانية المحكية، وركّز على مشاكل الناس اليومية، مدمجًا فيها الموسيقى الساخرة والنقد اللاذع للطبقة السياسية، ما جعل أعماله تحظى بجمهور واسع، خصوصًا بين الشباب والمثقفين.

 

تعاون فني خالد مع فيروز

رغم اختلاف الأجيال والأساليب، كانت لزياد علاقة فنية متينة مع والدته فيروز، حيث أعاد تقديمها بصورة جديدة لجمهور مختلف، فغنّت من ألحانه وأفكاره أغاني خالدة مثل:

كيفك إنتَ

أنا مش كافر

عودك رنان

سلّملي عليه

بلا ولا شي


هذه الأغاني حملت بصمته الموسيقية الجريئة التي مزجت بين الجاز والموسيقى الشرقية، ووضعت فيروز في قالب جديد دون أن تفقد هيبتها أو رقيّها.

موسيقى تنبض بالثورة والتجريب

لم تكن ألحان زياد الرحباني تقليدية؛ فقد مزج بين موسيقى الجاز والفانك والموسيقى الشرقية بتوزيعات معقّدة، وأصدر أعمالًا موسيقية آلية مثل:

أبو علي (1971) – التي أصبحت رمزًا للمقاومة

مونودوز

بيروت تحية من زياد


تجلى حسّه الثوري أيضًا في أغانيه الخاصة التي قدمها بصوته، سواء بشكل مباشر أو عبر تسجيلات حية، ومنها:

بما إنو

شو هالأيام

كل ما الحكي بيطوّل


وتعاون زياد بشكل خاص مع الفنان الراحل جوزيف صقر، الذي شكّل معه ثنائيًا استثنائيًا في تقديم الأغاني التي تمزج بين الحزن العميق والتهكم السياسي.

 

مع رحيل زياد الرحباني، يخسر العالم العربي صوتًا فنيًا فريدًا لم يجامل يومًا، ولم يخضع لتيارات السوق، بل كان في كل ما كتب ولحّن ومثّل، شاهدًا على واقع مؤلم، وباحثًا عن وطن أجمل.

 

تم نسخ الرابط