الإمارات والذكاء الاصطناعي مستقبل جديد لتعزيز هطول الأمطار

في واحدة من أكثر مناطق العالم جفاف تسعى الإمارات منذ عقود إلى إيجاد حلول مبتكرة لمشكلة نقص الأمطار حيث استثمرت ملايين الدولارات في أبحاث وتقنيات تلقيح السحب أملاً في تعزيز هطول الأمطار وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لا تزال نسبة الهطول المطري منخفضة ما دفع العلماء والباحثين إلى اللجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاولة جديدة لتحقيق نتائج أكثر دقة وكفاءة.
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمطار شهد منتدى تعزيز الأمطار في أبوظبي مناقشات مكثفة حول استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تقنيات تلقيح السحب تعتمد هذه التقنية الحديثة على تحليل بيانات الأقمار الصناعية والرادارات الجوية وأنماط الطقس لتحديد المواقع الأكثر ملاءمة لاستهداف السحب القابلة للتلقيح خلال الساعات القادمة هذا التطور قد يسمح للطائرات المحملة بمواد التلقيح مثل الملح أو المواد الكيميائية الأخرى بالعمل بدقة أكبر ما يزيد من فرص نجاح عمليات الاستمطار.
ويقول لوكا ديلي موناش نائب مدير مركز الظواهر الجوية الغريبة والمائية المتطرفة في معهد "سكريبس" لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا إن هذه التكنولوجيا "تقترب من الاكتمال" مضيف أن تقنية الذكاء الاصطناعي ستسهم في تحسين استهداف السحب وزيادة فرص نجاح عمليات التلقيح بنسبة تتراوح بين 10 و15% لكن رغم هذه الوعود لا تزال هناك تحديات تواجه هذه التقنية حيث لا يمكن تطبيقها إلا على أنواع معينة من السحب كما أن سوء استخدامها قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية
رغم الإمكانيات الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في مجال الأرصاد الجوية يشير الخبراء إلى أن هذه التقنية لا تزال بحاجة إلى تحسينات مستمرة أحد أبرز التحديات التي تواجه الباحثين هو نقص البيانات التفصيلية حول تكوين السحب وهو أمر أساسي لضمان دقة التنبؤات وتحسين عمليات الاستمطار ووفقًا لمروان التميمي، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا فإن أجهزة الاستشعار والمعدات اللازمة لجمع بيانات دقيقة عن السحب لا تزال باهظة الثمن مما يعوق تطوير نماذج دقيقة لتوقعات الطقس والاستمطار.
مع هطول نحو 100 ملليمتر فقط من الأمطار سنويًا تعتمد الإمارات على المياه المحلاة التي تنتجها محطات التحلية والتي تشكل ما يقارب 14% من إجمالي المياه المحلاة في العالم ومع ذلك يبقى المطر حدث نادر
رغم التفاؤل بإمكانيات الذكاء الاصطناعي يحذر بعض الخبراء من الاعتماد الكلي عليه دون النظر إلى العوامل البشرية والخبرة العلمية المتراكمة في هذا المجال ويرى رئيس مؤسسة أبحاث مجلس المياه العالمي، لويك فوشون أن "الذكاء البشري لا يزال أكثر أهمية" داعيًا إلى تحقيق توازن بين التقنيات الحديثة والمعرفة التقليدية لضمان استخدام فعال وآمن لهذه التكنولوجيا.