هل حمض الهيالورونيك مفيد للبشرة الجافة؟
يصعب الحديث عن ترطيب البشرة الجافة دون الإشارة إلى حمض الهيالورونيك، فهو من أكثر المكوّنات فعالية في جذب الرطوبة والاحتفاظ بها. يتميز هذا الحمض بقدرته على امتصاص كميات كبيرة من المياه تصل إلى أضعاف وزنه، مما يمنح البشرة امتلاءً سريعًا ومظهرًا أكثر إشراقًا وحيوية. ولهذا السبب أصبح عنصرًا رئيسيًا في عدد كبير من المرطبات والسيرومات المخصّصة لتعزيز الترطيب.
إحدى أهم مزايا حمض الهيالورونيك أنه مادة ينتجها الجسم بشكل طبيعي، مما يجعله من المكوّنات التي تتقبلها البشرة بسهولة، بما في ذلك البشرة الحساسة. كما يتوافق بشكل جيد مع معظم مكونات العناية بالبشرة، وهو ما يزيد من سهولة إدماجه في الروتين اليومي.
كيفية عمل حمض الهيالورونيك
يعتمد هذا الحمض في تأثيره على قدرته على جذب الماء إلى طبقات البشرة السطحية والاحتفاظ به فيها، ليعمل كإسفنجة صغيرة تحافظ على الرطوبة في الأماكن التي تحتاج إليها البشرة أكثر من غيرها. ويمنح ذلك البشرة ترطيبًا فوريًا على السطح، بالإضافة إلى ترطيب عميق يدوم لفترة أطول.
وتتمثل أهميته في أنه يجمع بين تأثيرين في وقت واحد: تحسين ملمس البشرة بشكل لحظي، وتعزيز مستويات الترطيب في الطبقات الداخلية على المدى البعيد.
مدى فائدته للبشرة الجافة
يُعد حمض الهيالورونيك خيارًا ممتازًا للبشرة الجافة، إذ يمنحها الترطيب دون أن يُثقلها أو يزيد من إفراز الدهون، وهو ما يجعله مناسبًا للبشرة الدهنية أيضًا. وفي الفصول الباردة، حيث تتسبب الرياح والبرودة والتدفئة الداخلية في فقدان الرطوبة، تزداد حاجة البشرة إلى مكوّن يعزز مستوى الماء فيها ويخفف من الشعور بالشد والجفاف.
أما أصحاب البشرة شديدة الجفاف أو الذين يعانون من ضعف في حاجز البشرة، فيستفيدون من قدرته على الترطيب، لكنه قد لا يكون كافيًا وحده لتعويض نقص الدهون التي تمنع تبخر الماء من سطح الجلد. في هذه الحالة، يُفضل دمجه مع كريمات غنية أو مكونات داعمة لحاجز البشرة مثل السيراميدات.
دمجه مع مكونات أخرى
يتكامل حمض الهيالورونيك بسهولة مع العديد من المكونات الأخرى التي تدعم الترطيب والحماية. ويمكن استخدامه جنبًا إلى جنب مع السيراميدات لتعزيز حاجز الرطوبة، ومع الجلسرين للمساعدة في الاحتفاظ بالماء، ومع السكوالين لإضافة طبقة حماية خفيفة. كما يعمل جيدًا مع مكونات تفتيح وإشراقة مثل فيتامين سي، ومع عناصر تعزز امتلاء البشرة مثل الببتيدات.
ولزيادة فعاليته، يمكن استخدامه على شكل سيروم يُوضع قبل المرطب، ثم يُتبع بكريم أو لوشن يُغلق الرطوبة ويحافظ عليها داخل البشرة.
أوزان حمض الهيالورونيك وأدواره المختلفة
لا تعمل جميع أنواع حمض الهيالورونيك بالطريقة نفسها، فهناك اختلافات بين الأوزان الجزيئية التي تُستخدم في المنتجات.
الوزن الجزيئي العالي يبقى على سطح البشرة، ويمنح ترطيبًا فوريًا وملمسًا ناعمًا. أما الوزن الجزيئي المنخفض فيتميّز بقدرته على التغلغل في طبقات أعمق، ما يوفر ترطيبًا طويل الأمد. وفي بعض الحالات، قد يسبب النوع منخفض الوزن حساسية خفيفة لدى البشرة شديدة الضعف، لذلك يُراعى اختيار التركيبة المناسبة لكل بشرة.