في ذكرى رحيلها.. سهير البابلي أيقونة الكوميديا المصرية التي صنعت تاريخا لا ينسى
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة سهير البابلي إحدى أهم نجمات الكوميديا في تاريخ الفن المصري وصاحبة المسيرة الفنية الثرية التي امتدت لعدة عقود، حيث استطاعت خلالها أن تتربع على عرش المسرح وتنافس كبار نجوم الكوميديا بأدائها الفريد وحضورها اللافت.
بدايات مبكرة وموهبة استثنائية
ولدت سهير البابلي في محافظة دمياط وظهرت موهبتها منذ سنوات الطفولة لتلتحق لاحقا بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في الوقت ذاته، وهو ما ساعدها على صقل قدراتها التمثيلية والغنائية.
بدأت مسيرتها الفنية في خمسينيات القرن الماضي وقدمت منذ بداياتها أعمالا مميزة أكدت قدرتها على اقتحام عالم الكوميديا بجرأة وثقة.

نجومية المسرح وصاحبة أشهر الأدوار
سطع نجم البابلي على خشبة المسرح المصري، حيث شاركت في أعمال أصبحت جزءا من ذاكرة الجمهور من بينها مسرحية "ريا وسكينة" التي قدمتها مع شادية وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير، إضافة إلى دورها البارز في مسرحية "مدرسة المشاغبين" الذي رسخ حضورها بين كبار نجوم الكوميديا.
وفي السينما شاركت في أفلام مهمة مثل "الشاهد الوحيد" و"حدوتة مصرية" مع المخرج العالمي يوسف شاهين بينما تركت بصمتها في الدراما من خلال أعمال من أبرزها "بكيزة وزغلول" الذي تحول لاحقا إلى فيلم نتيجة النجاح الكبير الذي حققه، وكذلك مسلسل "قلب حبيبة".
قرار الاعتزال وارتداء الحجاب
وفي منتصف التسعينيات اتخذت سهير البابلي قرارا مفاجئا لجمهورها وهو اعتزال الفن وارتداء الحجاب خلال عرض مسرحية "عطية الإرهابية" ليقوم المخرج جلال الشرقاوي بإسناد الدور لابنته عبير الشرقاوي بعد مغادرتها العمل.
وكشفت البابلي في تصريحات سابقة أنها شعرت حينها بـ"الخوف من لقاء الله" ورغبت في تقديم ما يرضيه، مشيرة إلى تأثرها بابنتها التي كانت حريصة على حفظ القرآن.
كما ورد أنها كانت تزور الإمام محمد متولي الشعراوي والدكتور مصطفى محمود، ما عزز رغبتها في الاعتزال.
لكن البابلي عادت بعد سنوات للظهور بأعمال تلفزيونية محدودة تتوافق مع قناعاتها وكان مسلسل "قلب حبيبة" أول عمل تظهر فيه بالحجاب، بعد نصيحة الشعراوي لها قائلا:"وماله لو مثلتي وإنتي بالزي ده الناس بتشوف التلفزيون أكثر ما بتروح الجامع".
إرث فني لا ينسى
رحلت سهير البابلي تاركة خلفها إرثا فنيا كبيرا يجمع بين المسرح والسينما والدراما وأدوارا لا تزال تعرض وتضحك أجيالا جديدة، فهي من الفنانات اللواتي أثبتن أن الكوميديا ليست مجرد خفة ظل بل موهبة حقيقية وقدرة على خلق البهجة من القلب.