دراسة: الاستخدام الطويل للميلاتونين قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بقصور القلب
أشارت دراسة جديدة قُدمت خلال الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية لعام 2025 إلى أن الاستخدام المنتظم والمطوّل لمكملات الميلاتونين، التي تُستخدم عادة لتحسين النوم، قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بقصور القلب أو الوفاة المبكرة.
يُعد الميلاتونين من أكثر المكملات الغذائية شيوعًا في الولايات المتحدة، حيث يُقدّر أن نحو ستة ملايين شخص يتناولونه لتحسين جودة النوم. ورغم سمعته كمكمل آمن وغير ضار، تشير نتائج الدراسة إلى أن استخدامه لفترات طويلة قد لا يكون خاليًا من المخاطر.
نتائج الدراسة
اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات دولية تضم أكثر من 130 ألف بالغ يعانون من الأرق ولم يُشخصوا سابقًا بقصور القلب. قارنت الدراسة بين من استخدموا الميلاتونين لأكثر من عام وبين من لم يستخدموه على الإطلاق.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استخدموا الميلاتونين على المدى الطويل كانوا أكثر عرضة بنسبة تقارب 90% للإصابة بقصور القلب خلال فترة متابعة استمرت خمس سنوات. كما تضاعف تقريبًا خطر الوفاة لأي سبب مقارنة بغير المستخدمين، وارتفعت معدلات الدخول إلى المستشفى بسبب قصور القلب بمقدار 3.5 مرة.
وعند تحليل بيانات الأشخاص الذين حصلوا على وصفات طبية للميلاتونين، ظهر ارتفاع مماثل في المخاطر بنسبة 82%، ما يشير إلى علاقة محتملة بين الاستخدام المزمن للمكمل وتراجع صحة القلب.
ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث
يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج لا تثبت أن الميلاتونين هو السبب المباشر في زيادة خطر الإصابة بقصور القلب، لكنها تسلط الضوء على أهمية دراسة آثاره طويلة الأمد بشكل أعمق، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر أخرى لأمراض القلب.
كما لفتت بعض التفسيرات إلى احتمال أن يكون الاستخدام المزمن للميلاتونين مرتبطًا بعوامل اجتماعية أو صحية أخرى، مثل انخفاض مستوى الدخل أو وجود اضطرابات نفسية، وهي متغيرات قد تؤثر على صحة القلب أيضًا.
في المقابل، أظهرت دراسات سابقة أن الميلاتونين قد يمتلك تأثيرات وقائية على الجهاز القلبي الوعائي، مثل المساعدة في تقليل الالتهابات أو حماية خلايا القلب، ما يجعل العلاقة بينه وبين صحة القلب معقدة وتستدعي المزيد من البحث.
الميلاتونين وتأثيره في الجسم
الميلاتونين هو هرمون يُفرز طبيعيًا في الجسم من الغدة الصنوبرية، ويلعب دورًا أساسيًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. وتُستخدم النسخ الصناعية منه على نطاق واسع لعلاج الأرق واضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
في الولايات المتحدة، يُباع الميلاتونين كمكمل غذائي دون وصفة طبية، ولا يخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مما يؤدي إلى تفاوت في جودة وتركيز المنتجات المتاحة.
وعلى الرغم من اعتباره آمنًا نسبيًا للاستخدام قصير المدى، إلا أن الدراسات الطويلة الأمد حول تأثيراته على أجهزة الجسم المختلفة ما تزال محدودة. تشير بعض الأبحاث إلى أن مستقبلات الميلاتونين توجد في العديد من أنسجة الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية، مما يعني أن تأثيره قد يمتد إلى الجهاز القلبي الوعائي.
توصيات طبية
يُنصح الأشخاص الذين يتناولون الميلاتونين بانتظام بمراجعة الطبيب لتقييم مدى الحاجة إليه وتحديد الجرعة المناسبة. كما يُفضل استخدامه لفترات محدودة فقط، خصوصًا في حالات اضطراب النوم المؤقت أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، مع التركيز على تحسين عادات النوم والسلوكيات اليومية كبدائل أكثر أمانًا على المدى الطويل.