"ويبقى الأمل".. توثيق بصري لمعاناة غزة ورسالة إنسانية من الإمارات إلى العالم

استضاف مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثامنة، العرض الخاص للفيلم الوثائقي الإماراتي "ويبقى الأمل"، الذي يُعد أحد أبرز الأعمال المشاركة في الدورة الثامنة للمهرجان، وذلك داخل قاعة سيني جونة.
الفيلم من إنتاج مجلس الشؤون الإنسانية الدولية في دولة الإمارات، ويوثّق المشهد الإنساني في قطاع غزة خلال العامين الماضيين، من خلال قصص واقعية مؤثرة تُبرز معاناة المدنيين تحت وطأة الحرب، وتسجل في الوقت ذاته جهود الإمارات الإنسانية التي تجسّد شعارها الدائم «الإنسان أولًا».
جلسة حوارية ترفع شعار.. “سينما من أجل الإنسانية”
عقب العرض، أقيمت جلسة حوارية بعنوان "السينما من أجل للإنسانية"، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة، بينهم الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والسفير حمد عبيد الزعابي سفير دولة الإمارات لدى مصر، والفنانة يسرا، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمهرجان، والفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الإمارات المانح الأكبر لغزة
وخلال كلمته، قال الدكتور حمدان المزروعي إن دولة الإمارات كانت أكبر المانحين في أزمة غزة، إذ قدّمت أكثر من 43% من إجمالي المساعدات الإنسانية العالمية، مشيرًا إلى أن هذا الدور الإنساني تحقق بفضل التعاون الوثيق مع جمهورية مصر العربية.
وأضاف: "على الرغم من الألم الذي يعتصر القلب عند مشاهدة معاناة الأطفال في الفيلم، إلا أنني أشعر بالفخر لانتمائي لدولة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يتابع تفاصيل العمل الإنساني بنفسه".
واستعاد المزروعي ذكرى مؤثرة من عمله الإنساني، حين أشار إلى قصة الطفلة شام، إحدى الناجيات من زلزال تركيا وسوريا عام 2023، قائلاً: "تدخلت الإمارات لإجلائها وعلاجها مع أسرتها بتوجيه من الشيخة فاطمة بنت مبارك – أم الإمارات، ومكثت شام عامين كاملين في الدولة حتى استعادت عافيتها رغم إصابتها البالغة، في قصة ستظل محفورة في الذاكرة الإنسانية".
كما استعرض المزروعي موقفًا تاريخيًا يجسد قيم التسامح الإماراتي، حين أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 2002 بترميم كنيسة المهد في بيت لحم بعد قصفها، مؤكدًا أن هذا الموقف كان "رسالة إلى العالم بأن الإنسانية فوق الاختلافات الدينية والعرقية".
مصر والإمارات.. نموذج عربي مشترك
من جانبه، أكد السفير حمد عبيد الزعابي أن العلاقات بين الإمارات ومصر تمثل نموذجًا فريدًا في التعاون العربي الثنائي، مشيرًا إلى نجاح البلدين في تنسيق الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مضيفًا: "ما شاهدناه اليوم يُذكرنا بأن الدبلوماسية والفن والعمل الإنساني يشكلون منظومة واحدة، فبين الألم يولد الأمل والسينما قادرة على أن تكون منبرًا للأمل والتسامح".
يسرا وحسين فهمي: السينما توقظ الضمير الإنساني
وخلال الجلسة، عبّرت النجمة يسرا عن امتنانها الكبير لدولة الإمارات قائلة: "الإمارات دولة عزيزة على قلوبنا، نشكرها على دعمها المستمر لفلسطين ولمصر، فالصورة قادرة على أن توقظ إنسانيتنا وتذكّرنا بمسؤوليتنا تجاه الآخر".
وأضافت يسرا: "السينما لا تغيّر القوانين، لكنها تغيّر الإنسان، ومشاهد الأطفال في غزة التي عرضها الفيلم لا يمكن أن تمر دون أن تترك أثرًا في القلب".
أما الفنان حسين فهمي، فأعرب عن تقديره العميق للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائلاً: "أشكر الإمارات على دعمها الإنساني، فقد شاهدنا عملاً صادقًا ومؤثرًا يعكس روح التضامن العربي الحقيقي".