ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

الصداع النصفي المنهك قد يكون علامة على حالة عضلية في الفك

الصداع النصفي
الصداع النصفي

يؤكد الخبراء أن اضطرابًا عضليًا معروفًا وسهل العلاج قد يكون السبب وراء نوبات الصداع النصفي الشديدة التي يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم.

يُعرف هذا الاضطراب باسم "اضطراب المفصل الصدغي الفكي" (TMD)، وهو يؤثر على حركة مفصل الفك، وقد يسبب آلامًا تمتد إلى الأذنين والصدغين والوجه بأكمله. في كثير من الأحيان، يؤدي إلى صداع توتري، أرق مزمن، بل وحتى نوبات صداع نصفي شديدة.

تشير التقديرات إلى أن هذا الاضطراب يصيب واحدًا من كل 15 بالغًا في المملكة المتحدة، من بينهم المذيعة البريطانية زوي بول. إلا أن المشكلة تكمن في أنه غالبًا ما يُغفل عنه كأحد أسباب الصداع النصفي، رغم أن الأبحاث تُظهر أن 20% من المصابين به يعانون أيضًا من صداع نصفي أو صداع مزمن.

ويُقدر عدد من يعانون من الصداع النصفي في بريطانيا بنحو 10 ملايين شخص، مما يجعله أكثر أنواع الصداع شيوعًا في العالم. تستمر نوبات الصداع النصفي من ساعتين إلى ثلاثة أيام في كثير من الحالات، وتكون مصحوبة بأعراض حادة مثل ألم نابض في أحد جانبي الرأس، غثيان، إرهاق شديد، تقلبات مزاجية، وحساسية مفرطة للضوء.

ورغم أن الصداع النصفي يُعد من الأمراض التي لا شفاء تام لها حتى الآن، فإن معظم التوصيات الطبية الحالية تركز على إدارة الأعراض باستخدام المسكنات، وتعديلات نمط الحياة، وتجنب المحفزات مثل التوتر والكحول والكافيين وصرير الأسنان أثناء النوم.

لكن في كثير من الحالات، لا تؤدي هذه التدخلات إلى السيطرة الكاملة على النوبات، وتتحول لدى البعض إلى حالات مزمنة تُعيق الحياة اليومية.

المفصل الصدغي الفكي.. السبب المخفي خلف المعاناة

يرى الدكتور جاستن دورهام، أستاذ آلام الوجه والفم واستشاري جراحة الفم والأسنان بجامعة نيوكاسل، أن هناك سببًا شائعًا، قابلًا للعلاج، لكنه لا يحظى بالاهتمام الكافي: اضطراب المفصل الصدغي الفكي.

هذا الاضطراب يؤثر على مفصل الفك، وعضلات المضغ، والأنسجة المرتبطة بها. ويُلاحظ بشكل خاص بين الفئة العمرية من 20 إلى 40 عامًا، ويصيب النساء أكثر من الرجال.

الدكتور دورهام يوضح أن أعراضه تتفاوت من شخص لآخر، فقد يعاني البعض من ألم خفيف في الفك أو صداع بسيط، بينما يعاني آخرون من نوبات صداع نصفي شديدة ومُنهكة. ويقول تلك الأعراض قد تكون مقلقة ومؤلمة إلى درجة تدفع المريض إلى توقع الأسوأ، في حين أن السبب قد يكون بسيطًا ويمكن علاجه.

وتنقسم أنواع الصداع المرتبطة بهذا الاضطراب إلى نوعين رئيسيين:

الصداع التوتري: وهو ألم خفيف ومزمن غالبًا ما يُصيب جانبي الرأس.

الصداع النصفي: يتميز بشدته وغالبًا ما يصيب جانبًا واحدًا من الرأس.

العلاج في متناول اليد

والخبر الجيد، بحسب الدكتور دورهام، أن هذا الاضطراب يمكن علاجه في معظم الحالات في المنزل دون الحاجة لتدخل دوائي كبير.

يوضح قبل التفكير في الأدوية، هناك مجموعة من الإجراءات البسيطة والفعالة يمكن اتباعها. إذا تم تنظيم النوم والنظام الغذائي، وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة الرياضة، مع ملاحظة المحفزات التي تُفاقم الحالة، يمكن حينها التحكم بالأعراض بشكل كبير.

ويشير إلى أن اضطراب المفصل الصدغي الفكي ليس مرضًا منفردًا، بل هو مجموعة من المشكلات التي تؤثر على المفصل الفكي وعضلاته والأنسجة المحيطة به، مما يؤدي إلى أعراض مثل التيبس، الألم، والصداع، وصعوبة فتح الفم أو إغلاقه.

في أغلب الأحيان، لا يكون هناك سبب واحد للحالة، بل تتداخل عدة عوامل مثل:

  • التوتر والضغط النفسي
  • قلة النوم
  • صرير الأسنان
  • بعض الإصابات
  • اضطرابات هرمونية
  • تناول الكافيين بشكل مفرط
  • التهاب المفاصل

تداخل بين الصداع وآلام الفك

يفسر الدكتور دورهام العلاقة بين آلام الفك والصداع النصفي، مشبهًا ذلك بنظام الأسلاك الكهربائية في المنزل، حيث يقول اضطراب المفصل الصدغي الفكي والصداع النصفي يعملان على نفس الدائرة العصبية، فإذا تم تفعيل أحدهما، فقد يتبع الآخر.

كما أن الضغط على المفصل الصدغي أو إجهاده يمكن أن يسبب التهابًا، مما يحفز العصب الثلاثي التوائم في الوجه، ويرسل إشارات ألم إلى الرأس والصدغين وخلف العينين.

كيف نبدأ العلاج؟

وفقًا للدكتور دورهام، الخطوة الأولى والأهم في العلاج هي تتبع الأعراض اليومية وتحديد المحفزات. فقد لا يكون التوتر سببًا مباشرًا، لكنه يساهم في تفاقم الأعراض.

ومن بين النصائح التي يقدمها:

  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • تقنيات التأمل واليقظة الذهنية
  • الالتزام بجدول نوم ثابت
  • تقليل الكافيين
  • اتباع نظام غذائي صحي

تشير البيانات إلى أن نحو 95% من المرضى يمكنهم التحسن بشكل كبير إذا التزموا بالعلاج السلوكي والتدخلات المبكرة.

من التقنيات الأخرى المفيدة:

  • تناول أطعمة لينة لمدة أسبوع إلى عشرة أيام
  • تمارين للفك
  • كمادات دافئة أو باردة
  • العلاج الطبيعي للفك

وفي حال استمرار الأعراض، يُنصح بزيارة الطبيب العام أو طبيب الأسنان، خصوصًا إذا كان الألم متمركزًا في الفك.

تم نسخ الرابط