احذر هذه العادات الثلاث.. تدمّر ثقتك بنفسك دون أن تشعر

يُعد تقدير الذات من الركائز الأساسية للصحة النفسية وجودة الحياة، غير أن هذا الجانب الحساس من شخصية الإنسان يتأثر بسلوكيات يومية قد تبدو بسيطة أو غير ملحوظة. وتشير دراسات وتجارب علاجية حديثة إلى وجود عادات ذهنية وسلوكية بعينها تُساهم بشكل مباشر في تآكل الثقة بالنفس، مما يؤدي إلى مشاعر الإحباط، الفشل، وفقدان الدافع.
في هذا السياق، يسلّط عدد من المختصين في علم النفس الضوء على ثلاث عادات رئيسية تؤثر سلبًا على احترام الذات، إلى جانب تقديم خطوات عملية للتعامل معها، بما يمهّد الطريق نحو استعادة الشعور بالرضا والثقة الشخصية.
1. الهزيمة الاستباقية
تُعرف الهزيمة الاستباقية بأنها الميل إلى تهويل المواقف وتوقّع أسوأ النتائج، حتى قبل أن تبدأ المحاولة. هذا النمط من التفكير يخلق مشاعر قلق مفرطة تدفع الفرد إلى الانسحاب أو الاستسلام مبكرًا.
تشير التقديرات النفسية إلى أن مصدر هذا السلوك غالبًا ما يكون الخوف غير المحدد من المستقبل. لذلك، فإن إحدى الطرق الفعّالة لكسر هذه الحلقة هي محاولة تحديد مصدر القلق بدقة، من خلال أسئلة متكررة مثل: "ماذا قد يحدث بعد ذلك؟".
فكلما أصبح الخوف أكثر وضوحًا، زادت إمكانية التعامل معه بشكل واقعي ومنطقي. وهذا التحوّل من القلق الغامض إلى مواجهة حقيقية يُعدّ خطوة مهمة نحو كسر هذا النمط الذهني السلبي.
2. الخمول النفسي والسلوكي
لا يرتبط الخمول هنا بالكسل الجسدي فقط، بل يُقصد به فقدان الدافع وضعف الإرادة. وغالبًا ما يرتبط هذا السلوك بانخفاض احترام الذات. يتجنب الشخص المصاب بالحالة الدخول في تجارب جديدة أو مواجهات تتطلب جهدًا، خشية الفشل أو الانتقاد.
الخبراء يربطون بين هذا النوع من الخمول والإفراط في التفكير. إذ إن الأشخاص الذين يُكثرون من تحليل المواقف والتنبؤ بالعواقب غالبًا ما يُنهكون أنفسهم ذهنيًا إلى درجة العجز عن اتخاذ القرار أو التحرك.
ولكسر هذه الدائرة، يُنصح بالبدء بخطوات بسيطة نحو هدف واضح، حتى لو لم يكن هناك دافع قوي في البداية. فغالبًا ما يتبع الفعل الحافز، وليس العكس.
3. المماطلة والتجنّب
تُعد المماطلة من أكثر السلوكيات شيوعًا بين من يعانون من تراجع الثقة بالنفس. يتأخر تنفيذ المهام، ويُؤجل التغيير المطلوب مرارًا، بينما يتراكم الإحباط تدريجيًا.
المشكلة لا تكمن فقط في التسويف، بل في الإحساس بالعجز الذي يخلقه هذا التأجيل المستمر. إذ تبدأ النفس في اقتناع ضمني بعدم القدرة على الإنجاز، مما ينعكس مباشرة على تقدير الذات.
كيفية تعزيز تقدير الذات
التعامل مع هذا النمط يتطلب تغييرًا في النظرة إلى الذات والمستقبل، من خلال أربع خطوات أساسية:
- التركيز على الذات: التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين، والعمل على فهم المشاعر الشخصية المؤلمة ومعالجتها.
- التحرّك الفعلي: الشروع في تنفيذ خطوات صغيرة تجاه الأهداف بدلاً من الانتظار.
- الاستمرارية: تجاوز مرحلة الحماس الأولية والثبات على المسار رغم الفتور.
- التوثيق أو الدعم الاجتماعي: سواء من خلال التحدّث إلى مختص أو استخدام أدوات ذاتية مثل كتابة اليوميات لمتابعة التقدم.
اقرأ أيضًا: 5 أسباب تجعل الانفصال أكثر إيلامًا في العصر الرقمي