ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

5 أسباب تجعل الانفصال أكثر إيلامًا في العصر الرقمي

الانفصال
الانفصال

كشف استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عنوان "المواعدة والعلاقات في العصر الرقمي" أن أكثر من 70% من الشباب تحت سن الثلاثين يعترفون بفحص حسابات شركائهم السابقين على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الانفصال. ترتبط هذه العادة ارتباطًا مباشرًا بزيادة الضيق وبطء التعافي العاطفي. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستمرون في التفاعل رقميًا مع شركائهم السابقين يعانون من اضطراب عاطفي أعلى ووقت تعافي أطول مقارنة بمن يقطعون هذه الروابط عبر الإنترنت.

 فيما يلي خمسة أسباب تجعل التعامل مع الانفصال في العصر الرقمي أكثر صعوبة، حسب ما جاء في "timesofindia".

1. المقارنة المستمرة باعتبارها "الوضع الطبيعي الجديد"

في عصر الهويات الإلكترونية المُختارة بعناية، تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة يعرض فيها الناس نسخة مثالية من حياتهم. رؤية شريك سابق يمضي قدمًا بسرعة ونجاح قد يكون مدمرًا، وغالبًا ما يثير التساؤلات حول حقيقة العلاقة السابقة. تُصوّر وسائل التواصل الاجتماعي الناس على أنهم أكثر سعادة ونجاحًا مما هم عليه في الواقع، مما يخلق شعورًا مشوهاً بالواقع.

تُغذي هذه المقارنات المستمرة مشاعر انعدام الأمان، وتشعر الشخص بأنه أقل قيمة أو أنه قد تم استبداله بسهولة. يبحث الأشخاص عن إجابات مثل: "مع من يُواعد الشريك السابق الآن؟ هل هو أكثر جمالًا أو ذكاءً؟"، وهذه الأسئلة تزيد من الألم وتعيق مرحلة الشفاء. في حين كان الصمت يُخفف الجراح سابقًا، تُضخّم وسائل التواصل الاجتماعي هذا الألم بجعل تقدم الآخرين يبدو كدليل على الفشل الشخصي.

2. وهم "لا يزال متصلاً"

يخلق التواصل الرقمي بعد الانفصال، مثل الإعجابات، أو مشاهدة القصص، أو الرسائل النصية العابرة، وهم استمرار العلاقة. تُحفّز هذه الإشارات الرقمية سلوكيات قهرية كالاطلاع المستمر على حسابات الشريك السابق، مما يوقع الشخص في دوامة من الضيق العاطفي.

رغم أن البحث عن أدلة على علاقة سابقة قد يمنح راحة مؤقتة، فإنه في النهاية يُفاقم ألم الفراق. يلجأ كثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لملء الفراغ العاطفي الذي تركه الانفصال، لكن هذا يزيد من الاكتئاب والقلق وانخفاض تقدير الذات. في بعض الأحيان، يكون وهم القرب أشد إيلامًا من الغياب الفعلي، إذ تُغذي هذه التوقعات والخيبات المتكررة الحيرة والوجع.

3. فقدان "المساحات الرقمية المشتركة" فجأة

العلاقات الحديثة غالبًا ما تبنى على أنظمة متكاملة عبر الإنترنت، مثل حسابات نتفليكس المشتركة، قوائم تشغيل موسيقية مشتركة، مشاركة الميمات، وروتين مكالمات الفيديو. عند الانفصال، تتحول هذه المنصات إلى ساحات للذكريات المؤلمة.

حتى إزالة هذه الحسابات أو حذفها يشبه هدم غرفة في منزل كان مشتركًا سابقًا. لا يحزن الشخص على الشريك فحسب، بل أيضًا على الرفقة الرقمية التي كانت تجمعهما، وكأنهما فقدا لغة مشتركة لم يكن يتقنها سوى هما الاثنان.

4. التذكيرات الرقمية المستمرة

على عكس الأجيال السابقة، تأتي حالات الانفصال الآن مصحوبة بتذكيرات لا حصر لها محفوظة على الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي. الصور القديمة، المنشورات المعلّمة، قوائم التشغيل المشتركة، تبقى كأشباح ترفض الرحيل.

حتى دون البحث عنها، تعيد وسائل التواصل الاجتماعي هذه الذكريات إلى السطح، مجبرة الناس على إعادة عيش مشاعر ظنوا أنهم تخطوها. الأرشيف الرقمي للحب يجعل عملية النسيان شبه مستحيلة، ويمدد فترة الشفاء بشكل أكبر مما خُلق لها طبيعيًا.

5. التظليل الرقمي

الميزة الفريدة في العصر الرقمي هي القدرة على الاختفاء بنقرة واحدة، مثل الحظر، إلغاء الصداقة، أو كتم الصوت. بينما توفر هذه الأفعال حدودًا فورية تحمي الشخص، فإنها تترك أسئلة بلا إجابات تؤلم أكثر من نهايات العلاقات المنطوقة.

غياب التفسير أو الخاتمة يؤدي إلى ألم نفسي غير مبرر، حيث يعيد الأشخاص تشغيل المحادثات والأحداث بحثًا عن أسباب قد لا يدركونها أبدًا. في العصور السابقة، كان الانجراف الطبيعي يوفر نهايات تدريجية، أما في العصر الرقمي، فيشبه الصمت المفاجئ نوعًا من العنف العاطفي.

إذا كنت تمر بفترة انفصال أو تعرف من يمر بها، من المهم أن تعي أن العصر الرقمي قد يضاعف من صعوبة التعافي، وأن الوعي بهذه العوامل يمكن أن يساعد في التعامل مع المشاعر بشكل أكثر وعيًا وفعالية.

تم نسخ الرابط