أسبوع لندن للموضة صيف 2026 ينطلق بشراكة الذكاء الاصطناعي ومعايير استدامة جديدة

انطلقت اليوم فعاليات أسبوع لندن للموضة لموسم ربيع وصيف 2026 وسط أجواء حافلة بالتجديد والابتكار، ليؤكد مرة أخرى مكانته كأحد أبرز الأحداث على خارطة الموضة العالمية. ويأتي الحدث هذا العام مع زيادة ملحوظة في عدد المصممين المشاركين، بنسبة 18% مقارنة بموسم فبراير الماضي، حيث تتوزع الفعاليات بين عروض مباشرة، وعروض افتراضية، وحملات إطلاق في المتاجر، في خطوة تعكس تنوع طرق عرض الأزياء وتكيفها مع العصر الرقمي.
اللافت هذا الموسم هو الإعلان عن شراكة استراتيجية بين مجلس الأزياء البريطاني وشركة غوغل بيكسل بالتعاون مع المصمم الشهير جاي دبليو أندرسون. وتهدف هذه الشراكة إلى ربط عوالم التكنولوجيا والإبداع والموضة، مع تركيز خاص على تمكين المصممين البريطانيين من الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز ابتكاراتهم الإبداعية. وسيستخدم أندرسون برنامجاً خاصاً من جوجل بيكسل لإضفاء الحيوية على صور منتجات مجموعته من خلال الرسوم المتحركة، في إطار ما أسماه بـ”خزانة العجائب”، لتقديم رؤية جديدة تعكس توجه علامته نحو عصر الذكاء الاصطناعي.
إلى جانب ذلك، يشهد الأسبوع تحولاً لافتاً على مستوى الاستدامة، إذ أعلن مجلس الأزياء البريطاني عن فرض متطلبات بيئية على العلامات التجارية المشاركة، لتصبح لندن أولى العواصم الأربع الكبرى في عالم الموضة التي تتبنى معايير استدامة دنيا، على غرار ما بدأ في كوبنهاجن. ويُتوقع أن يفتح هذا التوجه الباب أمام تعزيز المسؤولية البيئية في الصناعة التي تواجه تحديات متزايدة في هذا المجال.
ولن تقتصر الفعاليات على العروض وحدها، بل ستشهد العاصمة البريطانية حفلات وأحداثاً موازية تنظمها مؤسسات مرموقة مثل مجلس الأزياء البريطاني وجاي دبليو أندرسون، ما يضيف بعداً احتفاليًا وثقافيًا للحدث. كما أعلن المجلس عن قائمة المرشحين لجوائز الموضة لعام 2025، التي ستُقام في قاعة ألبرت الملكية في لندن مطلع ديسمبر المقبل، وتشمل فئات عدة أبرزها “مصمم العام” و”مصمم الأزياء النسائية البريطانية” و”مصمم الأزياء الرجالية البريطانية”، بالإضافة إلى “جائزة فانغارد”. وتولت لجنة تحكيم تضم 19 خبيرًا اختيار القائمة المختصرة، على أن يُحسم التصويت من قبل نخبة رواد صناعة الموضة.
وختامًا، يبدو أن أسبوع لندن للموضة هذا العام يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مختلف، حيث تمتزج الموضة بالإبداع التكنولوجي من خلال الذكاء الاصطناعي، وتتلاقى معايير الجمال مع متطلبات الاستدامة. وبين عروض مبتكرة وفعاليات حافلة، يرسخ هذا الحدث مكانة لندن كمنصة عالمية توازن بين الفن، التكنولوجيا، والوعي البيئي، لتكتب فصلاً جديدًا في مسيرة الموضة البريطانية.





