لماذا تحتل عطور Gourmand مكانة خاصة في عالم العطور الفاخرة؟

في السنوات الأخيرة، لم تعد العطور مجرد وسيلة لتعزيز الأناقة، بل أصبحت امتدادًا للذوق الشخصي وتجربة حسية غامرة. ومن بين أبرز الصيحات التي تستحوذ على اهتمام خبراء وصناع العطور اليوم، تبرز عطور الغورماند (Gourmand Fragrances)، تلك الروائح المستوحاة من الحلويات والمكونات الغذائية التي تحاكي متعة الحواس وتحولها إلى تجربة يومية يمكن ارتداؤها.
تخيل أن تبدأ يومك برائحة الفانيليا الغنية، أو القهوة المحمصة، أو الشوكولاتة الداكنة، أو حتى لمسة من غزل البنات والكراميل الملتصق بالذاكرة. هذه العطور تجعل ارتداءها أشبه بارتشاف قطعة حلوى فاخرة، لكنها أكثر من مجرد روائح سكرية؛ فهي مزيج مدروس من الفواكه، الأخشاب، والزهور التي تمنحها عمقًا وأناقة تجعلها قابلة للاستخدام في كل وقت.
نجاح هذه الصيحة تأكد مؤخرًا مع إطلاق Rare Beauty لعطرها الأول المليء بالنوتات الغورماندية، ومع دخول دار Miu Miu المنافسة بعطر Miutine الذي يجمع بين الفراولة البرية، السكر البني، والفانيليا البوربون. هذه الروائح لم تعد مجرد “موضة موسمية”، بل تحولت إلى اتجاه دائم في صناعة العطور.
ويوضح خبراء العطور ، أن هذه الروائح تحمل طابعًا عاطفيًا قويًا، فسواء كانت غنية بالفانيليا أو مفعمة بالكراميل، فإنها تعيدنا إلى لحظات حنينية نحتاج إليها دائمًا. لكن المفاجأة أن العديد من دور العطور تضيف لمسات غير متوقعة لتكسر الطابع الحلو التقليدي، مثل الزعفران، الفلفل الوردي، وحتى العود. هذه التوليفات المبتكرة تجعل العطر أكثر حداثة وغموضًا.
اختيار العطر الغورماند المثالي يرتبط بالحالة المزاجية بقدر ما يتعلق بالنوتات المفضلة. فالفانيليا وحبوب التونكا تمنح دفئًا واحتواءً، بينما تضيف الفواكه مثل التوت أو الكمثرى لمسة منعشة. كما أن هذه العطور لم تعد حكرًا على الشتاء، إذ يمكن اعتمادها طوال العام عبر مزجها مع النوتات المنعشة في الصيف أو تلك العميقة المفعمة بالتوابل والعود في الشتاء، خاصة في ثقافات مثل الشرق الأوسط حيث فن التعطير بالطبقات يعد جزءًا أصيلًا من الطقوس اليومية.
ومن بين أبرز الأسماء التي قدمت عطورًا غورماندية: Kayali، Arcadia، Tom Ford، Hind Al Oud، Kilian Paris، Amouage، Guerlain، Maison Margiela، Byredo، Juliette Has A Gun، Victoria’s Secret، Hermès، Lancôme، Dior. كل منها قدم رؤيته الخاصة لهذه الروائح التي تجمع بين الحلاوة والأناقة.
وفي النهاية فإن عطور الغورماند ليست مجرد روائح مستوحاة من الحلويات، بل هي رحلة حسية تعكس الذكريات، المشاعر، وحتى الطموحات الشخصية. وبفضل قدرتها على المزج بين الجرأة والنعومة، وبين البساطة والتعقيد، تبدو هذه الصيحة مرشحة للبقاء طويلًا كجزء أساسي من صناعة العطور العالمية، لتجعل من كل زجاجة عطر تجربة فاخرة يمكن ارتداؤها مثل قطعة فنية لا تنسى.









