الدكتور كريم جمال يقدم نظام غذائي مناسب لأصحاب أمراض المناعة الذاتية

تُعد أمراض المناعة الذاتية من الحالات المزمنة التي يُهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة في أعضاء وأنسجة مختلفة. ومن أشهر هذه الأمراض: الذئبة الحمراء، الروماتويد، التصلب اللويحي، والتهابات الغدة الدرقية المناعية.
يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في تحسين جودة الحياة لدى المصابين بهذه الأمراض، حيث يُساهم في تخفيف حدة الالتهاب، وتقليل الأعراض المصاحبة، وتعزيز قدرة الجسم على التعايش مع المرض بشكل أفضل.
وفي هذا الصدد يقدم الدكتور كريم جمال، أخصائي التغذية العلاجية وعضو الجمعية المصرية للتغذية، لأصحاب أمراض المناعة الذاتية نظام غذائي مفيد.
أهداف النظام الغذائي لمرضى المناعة الذاتية
- تقليل الالتهابات المزمنة في الجسم
- دعم جهاز المناعة دون تنشيطه بشكل مفرط
- توفير العناصر الغذائية التي قد تُصبح ناقصة بسبب المرض أو الأدوية
- تفادي الأطعمة التي قد تُحفز ردود فعل مناعية أو تسبّب تحسسًا غذائيًا
الأسس العامة للنظام الغذائي المناسب
1. تجنّب الأطعمة المسببة للحساسية
من المهم أولًا معرفة ما إذا كان المريض يُعاني من أي حساسية أو تحسس غذائي مثل التحسس من الجلوتين أو اللاكتوز أو أنواع معينة من المكسرات أو الألبان.
في هذه الحالة، يجب الابتعاد تمامًا عن هذه الأطعمة لتجنّب تفاقم الالتهاب أو الأعراض المناعية.
2. التركيز على نظام غذائي مضاد للالتهابات
يعتمد النظام الغذائي المثالي لمرضى المناعة الذاتية على الأطعمة التي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب، وتشمل:
- الخضروات والفواكه الملونة: خاصة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت، الفراولة، السبانخ، البروكلي، الجزر، البنجر، الكرنب الأحمر.
- الألياف الطبيعية: الموجودة في الحبوب الكاملة، والبقوليات، والخضروات الورقية، والتي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتُقلل من الالتهابات.
- الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون البكر، والأفوكادو، والمكسرات النيئة، وبذور الكتان والشيا.
- مصادر أوميجا-3: مثل الأسماك الدهنية (السلمون، السردين، الماكريل) التي تقلل من شدة الالتهابات وتحسّن وظائف الخلايا المناعية.
- الأعشاب والتوابل الطبيعية المضادة للالتهاب:
الكركم: يحتوي على مادة الكركومين المعروفة بخصائصها القوية المضادة للالتهاب.
الزنجبيل: يُقلل من التورم ويُخفف من آلام المفاصل.
القرفة: تُساعد في تنظيم مستويات السكر وتقلل من العمليات الالتهابية.
البروتينات الصحية: مثل الدجاج المشوي، العدس، الحمص، والبيض العضوي.
3. تقليل أو تجنب الأطعمة المحفزة للالتهاب
هناك مجموعة من الأطعمة التي يُفضل تجنّبها قدر الإمكان لدى مرضى المناعة الذاتية، لأنها تُحفّز الالتهاب أو تضعف الاستجابة المناعية، ومن أبرزها:
- السكريات المضافة والمشروبات المحلاة
- الأطعمة المعالجة والمحفوظة
- الدهون المهدرجة والزيوت النباتية المكررة
- المواد الحافظة والملونات الصناعية
- الوجبات السريعة والمقليات
نصائح غذائية إضافية مهمة
- الانتظام في تناول الوجبات لدعم توازن السكر في الدم، مما يُخفف من تذبذب الحالة المناعية.
- شرب كميات كافية من الماء يوميًا، لدعم وظائف الجسم وتخفيف الجفاف.
- الاهتمام بصحة الأمعاء، لأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة الجهاز المناعي، ويمكن تعزيزها من خلال البروبيوتيك مثل الزبادي الطبيعي أو أطعمة مخمرة طبيعية مثل الكيمتشي والميسو.
- مراقبة تأثير الطعام على الأعراض، وتدوين أي تغيرات تظهر بعد تناول أطعمة معينة، خاصة في حال وجود شكوك بوجود تحسس غذائي.
متى يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية؟
من الضروري أن يتم تصميم النظام الغذائي لمرضى المناعة الذاتية بشكل فردي، حسب نوع المرض، والأدوية المستخدمة، والحالة الصحية العامة. لذا يُنصح دائمًا بـ:
- إجراء فحوصات دورية لتقييم مستويات الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين D، الحديد، والزنك.
- استشارة أخصائي تغذية علاجية لمتابعة مدى التزام النظام الغذائي وتحقيق التوازن المطلوب.
- عدم اتباع أي نظام غذائي قاسي أو حذف مجموعات غذائية بدون إشراف مختص، لتجنب سوء التغذية أو نقص العناصر الأساسية.