من السهرات إلى النهار… كيف أصبح الترتر والتطريز خياراً أنيقاً طوال العام
في عالم الموضة، لم تعد القواعد الصارمة تحكم اختيار القطع أو توقيت ارتدائها، بل أصبح الابتكار والجرأة هما العنوان الأبرز. ومن بين الصيحات التي شهدت تحوّلاً لافتاً في السنوات الأخيرة، يبرز الترتر والتطريز كخيار أنيق لم يعد حكراً على السهرات والمناسبات المسائية، بل انتقل بثقة إلى إطلالات النهار، ليمنحها لمسة فخامة غير متكلّفة تجمع بين العملية والتميّز.
لطالما ارتبط الترتر في الذاكرة الجماعية بالأضواء الخافتة والسجاد الأحمر والفساتين المسائية اللامعة، إلا أن دور الأزياء العالمية أعادت تقديمه برؤية جديدة تتماشى مع إيقاع الحياة اليومية. فقد شاهدنا على منصات العروض قطعاً مطرّزة بعناية، سواء على شكل تفاصيل ناعمة على الأكمام أو تطريزات هندسية خفيفة على القمصان والسترات، ما جعلها مناسبة للارتداء في ساعات النهار دون مبالغة. دور مثل dior و Chanel و Valentino لعبت دوراً محورياً في هذا التحوّل، إذ قدّمت الترتر بأسلوب أكثر هدوءاً، معتمدة على ألوان محايدة وخامات بسيطة تخفف من حدّة اللمعان.
وفي الإطلالات اليومية، لم يعد الترتر قطعة أساسية بل تفصيلاً ذكياً. يمكن مثلاً تنسيق قميص قطني أبيض مزدان بتطريز خفيف مع بنطال جينز وحذاء مسطح، أو اعتماد تنورة ميدي مطرّزة جزئياً مع سترة صوفية ناعمة لإطلالة صباحية أنيقة. هذا الدمج بين القطع اللامعة والخامات البسيطة يخلق توازناً بصرياً يليق بالنهار، ويعكس ذوقاً عصرياً بعيداً عن التكلف.
أما النجمات والمؤثرات في عالم الموضة، فقد ساهمن في ترسيخ هذه الصيحة عبر إطلالاتهن اليومية. فظهرت أسماء مثل alexa chung و zendaya بقطع مطرّزة في مناسبات غير رسمية، مؤكدات أن الجرأة في التنسيق هي مفتاح النجاح. كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في كسر الصورة النمطية عن الترتر، وتحويله من رمز للسهرات إلى عنصر أساسي في خزانة المرأة العصرية.
ولا يقتصر هذا التحوّل على الملابس فحسب، بل امتد إلى الإكسسوارات أيضاً، حيث ظهرت الحقائب المطرّزة والأحذية المزينة بالترتر كخيارات يومية تضيف بريقاً ناعماً للإطلالة دون أن تفقدها بساطتها. ومع اعتماد ألوان ترابية ودرجات باستيل، أصبح الترتر أكثر قابلية للدمج في مختلف الأوقات والفصول.
وختاماً، يمكن القول إن الترتر والتطريز نجحا في كسر الحواجز الزمنية التي قيدتهما طويلاً، ليصبحا خياراً أنيقاً يمتد من السهرات إلى النهار. إنها صيحة تعبّر عن روح المرأة المعاصرة التي لا تخشى التميّز، وتبحث دائماً عن التوازن بين الفخامة والراحة، لتثبت أن الأناقة الحقيقية لا ترتبط بوقت محدد، بل بأسلوب ذكي وثقة لا حدود لها.



