خبراء يحذرون من أجهزة تتبع النوم الحديثة.. تزيد حالات الأرق

حذر خبراء النوم من تزايد أعداد الأشخاص في بريطانيا الذين يتسببون في تدهور نومهم بسبب محاولات تحسينه باستخدام أجهزة تتبع النوم الحديثة. حيث أشارت الدراسات إلى أن هذه الأجهزة قد تساهم في زيادة حالات الأرق، ما أدى إلى ظهور حالة تُعرف بهوس النوم الصحيح، وهو هوس غير صحي بالسعي إلى تحقيق نوم مثالي.
الهوس الصحي وتأثيراته النفسية
على غرار اضطراب الأكل المعروف بهوس تناول الطعام الصحي، فإن هذه الظاهرة هي نتاج رغبة مفرطة في أن نكون في أفضل حالاتنا الصحية والنفسية. يعاني كثير من الأشخاص المعرضين سابقًا لمشاكل في النوم أو الصحة العقلية من تفاقم هذه الصعوبات نتيجة القلق الشديد بشأن جودة نومهم، وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بمزيد من القلق والاكتئاب.
تأثير أجهزة تتبع النوم على المشاعر والقلق
أشار خبراء النوم إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، ازدادت الحالات التي يعترف فيها المستخدمون بأن أجهزة تتبع النوم التي تدعي مراقبة وتحسين نوعية وكمية النوم، هي في الواقع السبب الرئيسي في مشكلاتهم. في استطلاع منفصل، أظهرت النتائج أن نحو نصف مستخدمي هذه الأجهزة، مثل التطبيقات أو الساعات الذكية، يشعرون وكأنهم "فعلوا شيئًا خاطئًا" عندما تظهر أجهزة التتبع أنهم لم يناموا جيدًا.
تصريحات مؤسسة النوم الخيرية
في تصريحات لها لصحيفة "ديلي ميل"، قالت ليزا أرتيس، نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة النوم الخيرية: "نشهد زيادة في عدد الأشخاص الذين يعاملون النوم وكأنه مجال للتحكم والتعديل المستمر. بالنسبة للبعض، قد يكون تتبع النوم مفيدًا، لكن بالنسبة لآخرين، وخاصة الشابات، يتحول الأمر إلى مزيج من القلق والضغط النفسي المستمر، ما يجعل النوم مقياسًا آخر للفشل."
وأضافت: "يقوم الناس بوضع أنفسهم تحت ضغط مستمر للنوم بشكل مثالي، فيبقون مستلقين في الفراش يفكرون في تفاصيل روتين النوم، وحركات العين السريعة، والمكملات الغذائية، ونتائج التطبيقات. وهذا القلق قد يكون السبب الأساسي في عدم تمكنهم من النوم."
مخاطر التركيز المفرط على بيانات الأجهزة
أكدت ليزا أن أجهزة تتبع النوم قد تكون مفيدة فقط إذا استُخدمت كأدوات لتوجيه وتحسين العادات الصحية، وليس للتحكم في الحالة المزاجية أو الشعور الشخصي. وحذرت من أن التركيز المفرط على بيانات الأجهزة يفقد الناس حقيقة أساسية: الراحة الحقيقية تتعلق بالشعور الشخصي وليس بالأرقام التي تظهر على الشاشة.
تحذيرات الخبراء من دقة أجهزة تتبع النوم
كان الخبراء قد أطلقوا سابقًا تحذيرات من أن أجهزة تتبع النوم تعتمد على بيانات قد لا تعكس النوم الحقيقي بدقة. حيث قال الدكتور جاي ليشزينر، خبير النوم في مركز اضطرابات النوم بمستشفى جايز بلندن: "رأينا الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا بأرق شديد بسبب تتبع النوم أو من خلال قراءة معلومات معينة حول أضرار الحرمان من النوم."
استخدامات وتفاصيل تقنية أجهزة تتبع النوم
أظهرت دراسة حديثة أن واحدة من كل تسع نساء في المملكة المتحدة تستخدم تطبيقًا لتتبع النوم أو الصحة. تعتمد هذه التطبيقات على أجهزة استشعار للحركة توضع عادة تحت الوسادة، وتعمل على التمييز بين الحركات التي تحدث أثناء النوم العميق وفترات الاستيقاظ بناءً على خوارزميات محددة، ثم تعرض هذه البيانات في مخططات توضح أوقات النوم في مراحل مختلفة.
القلق والضغط النفسي المرتبط بالنوم
يشعر 40% من المشاركين أن النوم أصبح مجالاً يتوقع منهم إتقانه، ويعاني 44% منهم من القلق بشأن جودة نومهم. كما أقر 42% أن نتائج الأجهزة تتعارض مع إحساسهم الحقيقي، لكنهم يثقون بالنتائج التقنية أكثر.
تأثير نتائج أجهزة تتبع النوم على المزاج
أفاد 43% من المستخدمين بأنهم يشعرون بأنهم ارتكبوا خطأً إذا أظهرت أجهزتهم نقصًا في النوم، وترتفع النسبة إلى 80% بين الأعمار من 25 إلى 34 عامًا.
انتشار الأرق وقلة طلب المساعدة
وجدت دراسات أن واحدًا من كل ستة بريطانيين يعاني من الأرق، لكن 65% منهم لم يطلبوا مساعدة لحل مشاكل النوم. قلة النوم مرتبطة بعدة مشاكل صحية خطيرة منها السرطان والسكتة الدماغية والعقم.
آثاره الصحية وأرق النوم
يؤكد الخبراء أن الاستيقاظ أثناء الليل لا يعني بالضرورة الإصابة بالأرق، لكن الحرمان من النوم يؤدي إلى تهيج وضعف تركيز، وزيادة خطر السمنة وأمراض القلب والسكري. ويعاني نحو 70 مليون أمريكي من اضطرابات النوم، حسب الجمعية الأمريكية للنوم.