لا تتجاهل هذه العادة الشائعة.. قد تكون إشارة صامتة إلى ضرورة الانفصال

في عصر الهواتف الذكية، أصبح تتبع أماكن تواجد الأشخاص بهذه السهولة، فقد جعلت التطبيقات الشائعة مثل WhatsApp وFind My Friends من تتبع موقع شريك الحياة أمرًا متاحًا بضغطة زر.
لكن رغم سهولة هذه الممارسة، إلا أن القدرة على التتبع لا تعني أنها دائمًا فكرة جيدة أو صحية، بل قد تكون في بعض الحالات مؤشرًا على وجود مشكلات أعمق في العلاقة، كما يُحذّر فيل ماكليود، المعالج النفسي المقيم في لندن ومؤسس منصة Thought Reader، وفق ما جاء في "dailymail".
رعاية أم سيطرة؟
يرى فيل ماكليود أن تتبع موقع الشريك يمكن أن يكون له دافع إيجابي أحيانًا، مثل التأكد من سلامته أو الاطمئنان إلى وصوله إلى وجهته. لكنه يُضيف، عندما يتحول التتبع إلى عادة مستمرة، أو يصبح أمرًا متوقعًا، فإن ذلك غالبًا ما يُشير إلى غياب عناصر أساسية في العلاقة، مثل الثقة، والاحترام المتبادل، والأمان العاطفي.
وفي حال أصبح أحد الشريكين مهووسًا بتتبع الآخر، أو لا يعلم الطرف الآخر أصلًا أنه يُراقَب، فإن ذلك يُعد مؤشرًا خطيرًا على وجود نمط من السيطرة الخفية أو التعدي على الخصوصية.
الحب لا يعني التتبع
يوضح ماكليود أن بعض الأشخاص يعتقدون خطأً أن مراقبة الشريك باستمرار تعني القرب والاهتمام، إلا أن الواقع قد يكون مختلفًا تمامًا: عندما يشعر الشخص بأنه مضطر لمراقبة كل تحرّك لشريكه، فغالبًا ما يكون السبب هو فقدان الشعور بالأمان، وليس الحب، ويحلّ التتبع محلّ التواصل العاطفي الحقيقي.
هذا النوع من السلوك لا يظهر من فراغ، بل غالبًا ما يكون نتاجًا لصدمة نفسية أو تجربة مؤلمة سابقة، مثل الخوف من الهجر، أو الخيانة، أو انعدام الثقة بالنفس.
هل العلاقة قائمة على الثقة أم على المراقبة؟
وفقًا لفيل، فإن العلاقات التي يهيمن عليها التتبع والمراقبة تميل إلى أن تتحوّل من علاقات عاطفية حقيقية إلى علاقات تعاملية تقوم على "الشرطية"، أي: سأشعر بالأمان فقط إذا كنت أعرف مكانك طوال الوقت.
عندما يُصبح التتبع جزءًا من الروتين، فإن العلاقة تفقد أساسها، الحب لا يعني السيطرة، بل الثقة.
ماذا تفعل إذا كنت في علاقة من هذا النوع؟
إذا وجدت نفسك في علاقة حيث:
يصر شريكك على تتبع موقعك دائمًا
أو تشعر برغبة ملحة في مراقبته طوال الوقت
فقد يكون من المفيد أن تتوقف لحظة لتسأل نفسك: هل هذه العلاقة صحية؟ هل تقوم على الثقة أم على القلق والتحكم؟
يقول ماكليود:عندما يشعر أحد الطرفين أو كلاهما بالحاجة إلى التتبع المستمر، فهذا غالبًا لا يتعلق بالحب، بل بمشكلات نفسية أعمق تحتاج إلى معالجة.
اقرأ أيضًا:كيف يقلل الحب عدد زياراتك للطبيب ويبعد عنك الأمراض؟