ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

في ذكرى ميلاده.. إيف سان لوران المصمم الذي غيّر وجه الموضة للأبد

ايف سان لوران
ايف سان لوران

في الأول من أغسطس، يحتفل عالم الموضة بذكرى ميلاد أحد أعظم رموزه وأكثرهم تأثيرًا: إيف سان لوران، المصمم الفرنسي الذي لم يكتف بتصميم الأزياء، بل أعاد رسم ملامح المرأة العصرية وأعاد تعريف الأناقة بشكل جذري.

 على مدار مسيرته، لم يكن سان لوران مجرد مصمم، بل كان ثائرًا فنيًا نقل الأزياء من عالم النخبة إلى حياة النساء الواقعية، دون أن يفرّط في الفخامة أو الإبداع.

بداياته في عالم التصميم 

ولد إيف هنري دونا ماتيو سان لوران عام 1936 في مدينة وهران الجزائرية، وأظهر شغفه بالرسم وتصميم الأزياء منذ صغره.

 في عمر السابعة عشر، انتقل إلى باريس ولفت الأنظار بسرعة من خلال فوزه في مسابقة دولية نظّمتها مجلة International Wool Secretariat، ما فتح له باب التدريب في دار كريستيان ديور، حيث خلف المعلم العظيم بعد وفاته المفاجئة عام 1957.

تأسيس داره الخاصة… وميلاد الأناقة الجديدة

في عام 1961، أطلق سان لوران دار الأزياء الخاصة به بمشاركة شريكه في الحياة والعمل بيير بيرجيه. 

وكان أول من ابتكر مفهوم “الموضة الجاهزة” أو prêt-à-porter من خلال خط “Rive Gauche”، مقدّمًا أزياء راقية بإمكانية الوصول إلى جمهور أوسع.

 ومنذ تلك اللحظة، بدأ سان لوران في إحداث ثورة في أسلوب المرأة، مانحًا إياها القوة والجرأة من خلال تصاميم مثل le smoking، البدلة الرجالية الأيقونية التي جعلت من الأنوثة شكلاً جديدًا من السلطة.

وقد استوحى سان لوران من الفنون والرحلات والثقافات المختلفة، فدمج بين الشرق والغرب، واستعان بأعمال ماتيس وموندريان في مجموعاته، وأدخل التصاميم المغربية والتطريزات الأفريقية إلى منصات العرض الأوروبية.

 أزياؤه كانت تعبيرًا عن رؤيته لعالم أكثر انفتاحًا وتحررًا، تعكس تطورات العصر وتُناصر حرية التعبير والجمال بلا قيود.

نجمات العالم يتألقن بإرث إيف سان لوران

ومن السجادة الحمراء إلى أغلفة المجلات، شكّلت تصاميم إيف سان لوران خيارًا مفضّلًا لنجمات الصف الأول على مر العقود. 

تألقت كاترين دينوف، ملهمته الأبرز، ببدلة Le Smoking الأيقونية، لتُجسّد مزيج الأناقة والتمرّد. 

أما بيونسيه، فاختارت تصاميم الدار في حفلاتها العالمية، لتعكس القوة والأنوثة.

كذلك اعتمدت زوي كرافيتز، بلايك لايفلي، وأنيا تايلور-جوي إطلالات ساحرة من توقيع “سان لوران” على السجادة الحمراء، تمزج بين القصّات الدقيقة واللمسات الجريئة.

إرث خالد في عالم الموضة

وبعد تقاعده في عام 2002، ظل إرث إيف سان لوران حيًا من خلال متحف يحمل اسمه في مراكش وآخر في باريس، إضافة إلى دار “سان لوران” التي لا تزال حتى اليوم من كبرى دور الأزياء العالمية تحت إدارة فنية جديدة.

إرث سان لوران لا يزال ينبض على أجساد النجمات، كرمز خالد للفخامة المتحرّرة والأسلوب المتجاوز للزمن.

وقد توفي إيف سان لوران في يونيو 2008، لكن بصمته لا تزال محفورة في كل تصميم يُحتفى فيه بالأنوثة القوية، بالتفرد، وبالرغبة الدائمة في كسر القوالب النمطية.

تم نسخ الرابط