الكرياتين لغير الرياضيين.. الصيحة الجديدة في عالم العناية بالصحة

في تحول ملحوظ لمفاهيم التغذية والمكملات، يبدو أن ما كان في السابق مخصصًا لرواد صالات الجيم من “محترفي البروتين” بات اليوم موضع اهتمام عام.
الكرياتين، الذي كان يومًا رمزًا للرياضيين ورافعي الأثقال، يخرج من عباءته الذكورية ليصبح حديث أوساط الصحة والتغذية الشاملة.
ما هو الكرياتين؟
الكرياتين هو مركب طبيعي يتواجد في العضلات والدماغ، ويلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الطاقة على مستوى الخلية .
يعزز الكرياتين قدرة الجسم على بذل الجهد الأقصى لفترات قصيرة، سواء في رفع الأوزان أو الركض السريع، كما يُعدّ أحد الأحماض الأمينية غير البروتينية، مما يجعله مهمًا لصحة الدماغ والوظائف العصبية.
هل يفيد الكرياتين النساء أيضًا؟
لطالما ارتبط استخدام الكرياتين بالرجل الرياضي الساعي لتضخيم العضلات، لكن الأبحاث الحديثة بدأت تُظهر أن النساء أيضًا يمكن أن يستفدن منه – لا سيما في فترات ما بعد انقطاع الطمث.
ويشير خبراء التغذية إلى أن الجهاز الهضمي لدى النساء يخزنّ الكرياتين بطريقة مختلفة عن الرجال، ما قد يتطلب جرعة أعلى لتحقيق نفس النتائج.
الكرياتين وانقطاع الطمث: دعم للعظام والعقل
فقد ، أظهرت بعض الدراسات أن الكرياتين قد يساعد النساء بعد انقطاع الطمث على تحسين تكوين الجسم وزيادة كثافة العظام.
وقد ظهرت على منصات التواصل دعوات لدمجه في الروتين الصحي لتقليل الضباب العقلي والتعب، حيث يقال إنه يحسّن الذاكرة وسرعة معالجة المعلومات، خصوصًا في ظروف قلة النوم.
ويُذكر أن النساء يفقدن حوالي 0.6% من الكتلة العضلية سنويًا بعد انقطاع الطمث، لذا فإن دعم العضلات بالعناصر المناسبة – ومنها الكرياتين – يُعتبر خطوة وقائية مهمة.
كيف يمكن تعزيز فاعلية الكرياتين؟
تؤكد الدراسات على أن الكرياتين ليس “حلاً سحريًا”، بل يعمل بكفاءة أكبر عند دمجه مع:
- تمارين المقاومة: للحفاظ على قوة العضلات وكثافة العظام.
- الكالسيوم وفيتامين D: لتقوية العظام بشكل فعّال.
- بروتين كافٍ يوميًا: لبناء العضلات وتعافيها.



هل يصلح الكرياتين لمن لا يمارس الرياضة
حتى الآن، لا توجد أدلة حاسمة على فائدة الكرياتين لمن لا يمارسون الرياضة بانتظام، رغم بعض الإشارات إلى دعمه لوظائف الدماغ لدى كبار السن أو من يعانون من الإجهاد أو قلة النوم.
النصيحة الذهبية، ابدئي أولاً بتوازن غذائك وممارسة النشاط البدني، ثم استكملي النقص بالمكملات.
هل هناك آثار جانبية؟
قد يسبب الكرياتين احتباسًا للماء أو انتفاخًا مؤقتًا، خصوصًا عند تناوله بجرعة واحدة، تقترح هول تقسيم الجرعة (2.5 غرام صباحًا و2.5 مساءً) لتفادي ذلك.
لكن الأهم هو تجنبه تمامًا في حال وجود مشاكل في الكلى، لأنه قد يؤثر على نتائج فحوصات طبية حساسة.
وختاما فإن الكرياتين لم يعد حكرًا على الرجال في صالات الحديد، مع تزايد الوعي حول فوائده للنساء – من دعم العضلات إلى تقوية العظام وتحسين الوظائف العقلية – قد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر فيه كمكمل صحي شامل، شرط دمجه ضمن أسلوب حياة متوازن يشمل التمارين والغذاء الجيد.