بفلسفة وحنين.. هكذا وصفت سميرة سعيد والدها عبد الرازق بن سعيد

تكشف الديفا سميرة سعيد بين الحين والآخر عن وجه الفيلسوف في شخصيتها، فتتأمل الكلمات حتى تحولها إلى نسيج ناعم يعكس مشاعرها الخاصة وما تحلم به وما تأمل به أحياناً .. في لحظاتها الأحدث وجدت سميرة نفسها تتحدث عن ما تكنه لوالدها الراحل في قلبها، رغم السنوات الطويلة التي تفصل بين غيابها ولحظات حنينها الحالية له.
سميرة نشرت مؤخراً عبر حسابها الرسمي في إنستجرام، فيديو مصمم بأدوات الذكاء الاصطناعي يجمعها بوالدها في طفولتها، فيما تبد ملامحها جديدة وحرة كما تحب أن تشعر أغلب الوقت.
سميرة كتبت عنه : في زمن لم يكن الاختلاف فيه أمرا مألوفا، كان والدي رجلا سابق لعصره .. بفكره ، بدعمه، وبإيمانه بي، كان رجلا غير تقليديا في زمن كان فيه السائد هو الأمان، رحمك الله.
وكانت سميرة في مناسبات مختلفة على مدار مشوارها الطويل، قد كشفت عن مدى قربها من والدها الراحل ودوره في دعمها في طفولتها وثقته وإيمانه بها وما نتج عن ذلك من نجاح متتالي ما كانت لتحققه سوى بفضله.
تستمر سميرة سعيد في الغناء بلا توقف أو رغبة في الاعتزال، معتزة بتذكر مسيرة طويلة في عالم الغناء، بدأتها وسط العمالقة ومن أبرزهم عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي ووردة، وامتدت حتى اليوم في رحلة أكدت خلالها أن صوتها وموهبتها ضد الزمن، بقدرتها الاستثنائية على التطور، ومواكبة كل جديد في عالم الغناء.
ولدت سميرة في مدينة الرباط المغربية، وهي خريجة كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية بالمغرب، كانت قد بدأت مشوارها الفنّي منذ سنتها الثامنة، حيث شاركت في برنامج للمواهب بالتلفزيون المغربي مع الملحن عبد النبي الجيراري وهو أول من اكتشفها وقدمها، وغنّت لأم كلثوم فلفتت إليها جميع الأنظار لما تمتلكه من طاقة صوتيّة.
وفي سنّ العاشرة أصدرت أولى أغانيها الخاصّة، لتفاجئ الجميع لاحقا، وفي عام 1969 بينما لا تزل في سنّ الحادية عشرة باصدارها الأسطوانة العاطفية الأولى لها بعنوان “لقاء”.
سافرت بن سعيد سنة 1977 إلى مصر بنصيحة من المطرب الراحل عبد الحليم حافظ ومنها زارت الإمارات مع الموسيقار بليغ حمدي وأصدرت ألبومها الخليجي الأول بعنوان “بلا عتاب”، لتصبح أول مطربة عربية في زمانها، تطرح ألبوماً خليجياً كاملاً.
قدّمت طوال مشوارها الفني 46 ألبوماً وما يفوق 500 أغنية، حصدت من خلالها العديد من الجوائز بينها جوائز الموسيقى العالمية والمحلية التي يصعب اليوم حصرها.