صلاح جاهين... شاعر العامية الذي ما زال حيًا في قلوب المصريين

تحل اليوم ذكرى رحيل الشاعر الكبير صلاح جاهين، أحد أعمدة الشعر العامي في مصر، والذي ترك بصمة لا تُمحى في وجدان الشعب المصري بأشعاره التي جمعت بين البساطة والعمق، وبين الحلم والثورة، وبين الفرح والحزن.
رحل جاهين عن عالمنا في 21 أبريل 1986، لكن كلماته ظلت خالدة، تُرددها الأجيال وتعيش في الذاكرة الثقافية المصرية والعربية.
كتب الرباعيات، والأغاني الوطنية، والقصائد الشعبية التي عبّرت عن هموم الناس وأحلامهم، كما كان له دور بارز في الصحافة من خلال رسوماته الكاريكاتيرية التي لم تخلُ من النقد الساخر والروح المصرية الأصيلة.

وفي ذكرى رحيله، تستعيد مصر سيرة هذا المبدع الفذ، الذي كتب للوطن، وغنّى للثورة، وعبّر عن مشاعر البسطاء بكلمات سهلة ممتنعة، وتُنظم عدة مؤسسات ثقافية ندوات ومعارض احتفاءً بإرثه، ولتسليط الضوء على تأثيره الكبير في مجالات الشعر، والصحافة، والسينما.

تعاون صلاح جاهين مع عبد الحليم حافظ
وكان لصلاح جاهين دور بارز في كتابة الأغاني الوطنية التي أصبحت من علامات الفن المصري، مثل: "صورة"، "بالأحضان"، "يا أهلاً بالمعارك"، والتي تعاون فيها مع كبار الملحنين والمطربين، أبرزهم عبد الحليم حافظ، وكمال الطويل، وعبد الوهاب. لم تكن أغانيه مجرد كلمات وألحان، بل كانت رسائل حب للوطن، تعكس نبض الشارع وروح الأمة.

علاقة فنية وإنسانية مميزة جمعت صلاح جاهين وسعاد حسني
رغم اختلاف مجاليهما بين الشعر والتمثيل، شكل صلاح جاهين وسعاد حسني ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا نادرًا في تاريخ الفن المصري، لم يكن جاهين مجرد شاعر كتب لها عددًا من الأغاني، بل كان صديقًا وراعيًا فنيًا لسعاد، يؤمن بموهبتها ويرى فيها رمزًا لجيل جديد من الفنانين، وقد لعب دورًا محوريًا في تشكيل شخصيتها الفنية، خاصة في بداياتها، حيث كتب لها كلمات أغاني خفيفة الظل وعميقة المعنى، تعكس روحها المرحة ونظرتها البريئة للحياة.

شريهان وصلاح جاهين
كما كتب أغاني للأطفال، وأغاني الفوازير التي قدمتها شريهان ونالت شهرة واسعة، بالإضافة إلى أعماله في السينما والمسرح، مما جعله حالة فنية متكاملة لا تتكرر.
يبقى صلاح جاهين حاضرًا في الوجدان، بصوته، وقلمه، وأحلامه.