مسلسل لام شمسية.. كيف تؤثر الخلافات الزوجية على الأطفال؟

تسبب مسلسل لام شمسية في إثارة حالة من الجدل بسبب القضايا التي تناقشها، ولعل أبرزها التحرش الجنسي بالأطفال، وهو ما دفع الكثير للتحدث عن أهمية إلقاء الضوء على تلك القضية.

وأشار "لام شمسية" أيضًا إلى قضية الخلافات الزوجية وتأثيرها على الأطفال، وهو ما نناقشه في السطور التالية وفقً للدكتورة نورهان أمين، استشاري علم نفس الطفل، جامعة عين شمس.

الخلافات الزوجية وتأثيرها على الأطفال

قالت أمين، عندما تحدث الخلافات الزوجية أمام الأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة فيكون لديهم وعي عما يحدث حولهم، فذلك يتسبب في خلق نوع من التوتر والقلق بشكل دائم، خاصة لما قد يحدث في المستقبل.

ويكون لديهم شكل من أشكال الخوف الزائد من المجهول، فضلا عن عدم ثقتهم في توقع ما قد يحدث في المستقبل القريب هل تستمر تلك العلاقة أم قد ينفصلون.

كما أن مشاهدة الأبناء لخلافات الأم والأب داخل إطار الأسرة يجعلهم يشعرون بالمسئولية عن هذه المشاكل والخلافات بل والإحساس بالذنب عما يحدث، وبدلا من أن تكون الأسرة هي مصدر الأمان، والدعم، والسند، والاستقرار، تكون وسيلة للضغط والقلق.

وهذا يؤثر على شخصيات الأبناء فيكون لديهم قلق زائد، خوف، وسواس قهري، توتر، وقد يصابون بالاكتئاب، خاصة إذا انعكست تلك الخلافات على الأبناء بالنقد واللوم طوال الوقت، وهذا يزيد من حدة الضغط على الأبناء، إلى جانب جو التوتر الأسري بين الأباء تزيد تلك الاختلافات.

كما أن الخلافات الدائمة بين الزوجين تجعل الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة يفقدون الشعور بأهمية القدوة وزعزعة القدوة، فيجدون أن الأم والأب لا يستطيعون حل مشاكلهم، فكيف لهم أن يحلو مشاكل أبنائهم، مما يتسبب في عزلة الابناء عن الاباء واللجوء إلى آخرين، قد يكون الاخرين أصدقاء سوء أو حتى أشخاص في المحيط سيئون لا يحسنون التعامل مع تلك الحالة، ولا يكون أمناء على أسرارهم.

أما في مرحلة الطفولة فيشعر الطفل بزعزعة في مصدر الأمان، والقلق.

تأثير الانفصال العاطفي على الأطفال

وأضافت استشاري علم نفس الأطفال، ويزداد الأمر سوءًا في حال الانفصال العاطفي بين الأم والأب، فيجد الأبناء أنهم أمام ضغط نفسي أكبر، فيجدون أن الام والأب في حالة خصام دائم، فيشعرون بزعزعة الاستقرار والأمان، مما يتسبب في رغبتهم في الانسحاب والبحث عن جو خارجي وصحبة أخرى ليعوض الجو الأمن المفقود في الأسرة.

تأثير الطلاق على الأطفال

وتابعت الدكتورة نورهان أمين، وعند وقوع الطلاق يتعرض الأطفال لصدمة نفسية كبيرة، فيشعرون بزعزعة الاستقرار والشعور بالامان، فضلا عن تذبذب المشاعر ما بين الام والأب أيهما على حق، أيهما يستحق أن يبقى الطفل معه، فإذا فضل المكوث مع الأب فيخاف من غضب الأم والعكس.

ويزداد الأمر سوءًا عندما يشكو أحد الزوجين من الطرف الأخر للأبناء وهو ما يحملهم فوق طاقتهم، ويتسبب في انهيار القدوة لديهم.

وينعكس ذلك فيما بعد عن تكوين علاقاتهم فيما بعد، فتجدهم يشعرون بالرغبة في تحقيق الكمال، وتجنب الأخطاء التي وقع فيها الأباء، وما يجعلهم في ضغط نفسي طوال الوقت.

الأفضل لتجنب تلك المخاطر

ولتجنب تلك المخاطر هو الحرص على الالتزام بجعل الخلافات داخل إطار الزوجين في غرفتهم الخاصة فقط، وتجنب المشاجرة امام الأبناء نهائيا، وبهذه الطريقة يمكنك تفريغ شحنة غضبك وحزنك لتجنب الضغط على الأبناء.

حتى في حال الخلافات والخصام، يفضل ألا يظهر ذلك أمام الأطفال، والحرص بشكل دائم على إبداء الحب والمودة أمامهم، حتى وإن وصل الأمر للإنفصال والطلاق، يفضل أن يتم ذلك بالتفاهم مع الأطفال لتجنب التاثير على نفسيتهم.

اقرأ أيضًا: في"نص الشعب اسمه محمد".. تعرف على مواصفات الشخصية التوكسيك