كيرستي كوفنتري تُؤهل الحركة الأولمبية لعصر جديد كأول رئيسة وأول إفريقية تقود اللجنة الدولية

في خطوة تاريخية وغير مسبوقة تم انتخاب كيرستي كوفنتري اليوم الخميس رئيسة جديدة للجنة الأولمبية الدولية (IOC) لتصبح بذلك أول امرأة على الإطلاق تتولى هذا المنصب الرفيع وكذلك أول شخص من القارة الإفريقية يقود الحركة الأولمبية العالمية جاء هذا الانتخاب بعد عملية تصويت أجريت في منتجع ساحلي فاخر بإقليم بيلوبونيز جنوب غرب اليونان حيث حصلت كوفنتري على الأغلبية المطلقة في جولة تصويت واحدة فقط.
تفوقت كوفنتري على مجموعة من المرشحين البارزين بما في ذلك خوان أنطونيو سامارانش الابن، وسيباستيان كو، ودافيد لابارتيان، وموريناري واتانابي، والأمير فيصل بن الحسين من الأردن ويوهان إلياش وبفضل رؤيتها الواضحة والتزامها العميق بالقيم الأولمبية نجحت كوفنتري في الحصول على ثقة أعضاء اللجنة في عملية تصويت سرية مما أهلها لخلافة الألماني توماس باخ في قيادة أغنى منظمة متعددة الرياضات على مستوى العالم.
اختيار كوفنتري لهذا المنصب يمثل علامة فارقة في تاريخ الحركة الأولمبية فهي ليست فقط أول امرأة تقود اللجنة الأولمبية الدولية منذ تأسيسها قبل أكثر من قرن بل هي أيضًا أول شخص من القارة الإفريقية يشغل هذا الدور يعكس هذا الانتخاب التزام اللجنة الأولمبية الدولية بتعزيز التنوع والشمولية وإعطاء الفرصة لقارات وأصوات جديدة للمشاركة في صنع القرار على أعلى المستويات الرياضية.
مع استلامها زمام الأمور تواجه كوفنتري مهمة ضخمة تتمثل في قيادة الحركة الأولمبية خلال فترة مليئة بالتحديات والتحولات الكبيرة من بين هذه التحديات ارتفاع تكاليف تنظيم الدورات الأولمبية التي أصبحت عبئا على العديد من الدول المستضيفة كما ستتعامل مع التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على الرياضة العالمية مثل المقاطعات السياسية للأحداث الرياضية الكبرى بالإضافة إلى التغيرات المستمرة في المشهد العالمي للحوكمة الرياضية.
تحمل كوفنتري خبرة طويلة ومميزة في عالم الرياضة حيث كانت رياضية أولمبية بارزة قبل أن تصبح إدارية رياضية ناجحة. فازت بميداليتين ذهبيتين وثلاث ميداليات برونزية في ألعاب القوى خلال مسيرتها كعداءة وعملت لاحقاً كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية حيث ساهمت في تعزيز قضايا الرياضيين وتطوير البرامج الأولمبية.
وتسعى كوفنتري الآن إلى استخدام هذه الخبرة لدفع الحركة الأولمبية نحو آفاق جديدة مع التركيز على تعزيز الشفافية وتحقيق الاستدامة المالية والبيئية وجعل الرياضة أكثر شمولية ووصول للجميع كما ستلعب دور محوري في الإشراف على الدورات الأولمبية المستقبلية بما في ذلك دورة باريس 2024 ولوس أنجلوس 2028 وضمان نجاحها رغم التحديات.