البحرين تطلق قمرها الصناعي الأول 'المنذر'

أطلقت مملكة البحرين اليوم السبت أول قمر صناعي وطني يحمل اسم "المنذر" في خطوة تاريخية تعكس التقدم التكنولوجي الكبير الذي حققته المملكة في مجال علوم الفضاء تم تصميم وتطوير القمر الصناعي بأيدي بحرينية بالكامل وهو الآن تحت الإدارة الكاملة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء داخل المملكة.
انطلق "المنذر" على متن صاروخ Falcon 9 التابع لشركة SpaceX ضمن مهمة Transporter-13 من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا الولايات المتحدة وبعد عملية إطلاق ناجحة انفصل القمر عن الصاروخ بنجاح ليصل إلى مداره المتزامن مع الشمس على ارتفاع 550 كيلومتر فوق سطح الأرض ومن المقرر أن يخضع القمر لسلسلة من الاختبارات المدارية لضمان جاهزيته التشغيلية قبل بدء عمله بكامل طاقته.
يعد "المنذر" أول قمر صناعي نانوي في المنطقة يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل ومعالجة الصور الفضائية مباشرةً على متنه هذه التقنية الثورية تتيح تصنيف الصور الملتقطة ومعالجتها بكفاءة عالية مما يحسن من جودة الاتصال بين القمر والمحطة الأرضية كما تم تزويد القمر بكاميرا فضائية متوسطة الدقة لالتقاط صور لمملكة البحرين ومياهها الإقليمية والتي سيتم استخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات مثل الدراسات البيئية رصد التغيرات العمرانية والمراقبة الساحلية.
يتميز "المنذر" بأنه أول قمر صناعي بحريني يتم تصميمه وتطويره بالكامل داخل المملكة مما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لتوطين تقنيات الأقمار الاصطناعية ويبلغ وزن القمر حوالي 3.2 كيلوجرام فقط ما يجعله جزء من فئة الأقمار النانوية التي تعتبر من أحدث التقنيات في هذا المجال.
ووفقًا للدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء فإن هذا الإنجاز يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة البحرين في قطاع الفضاء وأوضح أن القمر مجهز بأربع حمولات تقنية رئيسية كل منها مصممة لتحقيق أهداف محددة ضمن رؤية المملكة لتطوير قدراتها في هذا القطاع الحيوي.
خضع "المنذر" لاختبارات دقيقة وصارمة في مرافق متخصصة على المستويين الإقليمي والدولي لضمان قدرته على تحمل الظروف القاسية في الفضاء وأكد المهندس يوسف القطان مهندس الفضاء ومسؤول السلامة وتكامل واختبار القمر أن الفريق تغلب على العديد من التحديات خلال عملية التطوير حيث تم اختبار الأنظمة بدقة لضمان إطلاق وتشغيل ناجح للقمر.
مع هذا الإطلاق الناجح تستعد البحرين لبدء مرحلة التشغيل الأولى للقمر الصناعي حيث سيقوم المهندسون البحرينيون باختبار جميع مكوناته في المدار قبل تفعيل الحمولات التقنية المتطورة التي يحملها يهدف المشروع إلى تعزيز استخدام الأقمار الصناعية في تطبيقات مختلفة مثل الزراعة، البيئة، والتخطيط العمراني، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة داخل المملكة.