لاتام جي بي تي نموذج ذكاء اصطناعي أمريكي لاتيني يراعي الخصوصية الثقافية

أعلنت الهيئة الوطنية للذكاء الاصطناعي في تشيلي عن انطلاقة مشروع ثوري يحمل اسم "لاتام جي بي تي" في منتصف عام 2025 وهو نموذج ذكاء اصطناعي أمريكي لاتيني يتميز بتفرده وحرصه على احترام الخصوصية الثقافية للمنطقة يأتي هذا المشروع في إطار سعي تشيلي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة تراعي التنوع الثقافي واللغوي في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي مما يتيح للمجتمعات المحلية الاستفادة من هذه التكنولوجيا وتطويرها بما يتناسب مع احتياجاتهم.
ومن أبرز مميزات "لاتام جي بي تي" أنه نموذج مفتوح المصدر مما يعني أنه لن يكون مقتصر على الجهات الكبرى فقط بل سيكون في متناول الباحثين والمهتمين من مختلف أنحاء المنطقة ليتمكنوا من دراسته وتعديله وتحسينه ولضمان جودة هذا النموذج اعتمد المشروع على ضخ أكثر من ثمانية تيرابايت من البيانات النصية ما يعادل ملايين الكتب لتغذية النظام بمعلومات ثرية وشاملة تدار هذه البيانات من قبل مركز متخصص في جامعة تاراباكا بشمال تشيلي ما يعكس مستوى عالي من الدقة والمعايير الأكاديمية في إعداد المشروع.
وأكدت وزيرة العلوم التشيلية آيسين إيتشيفيري أن الرؤية وراء "لاتام جي بي تي" تتعدى مجرد تطبيق تكنولوجي فهي تسعى إلى تقديم نموذج يعكس التنوع والثراء الثقافي للمنطقة وذكرت في بيانها أن الذكاء الاصطناعي ينبغي أن يكون مرآة للعالم بكل أبعاده، فلا يقتصر على لغة واحدة أو ثقافة واحدة بل يجب أن يتعمق في فهم خصوصيات المجتمعات المختلفة ويسهم في تقديم حلول تكنولوجية ترتكز على قيمهم ورؤاهم.
وقد نال المشروع دعم واسع من قبل ما يقارب 30 مؤسسة أكاديمية وبحثية ومكتبات من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي مما يعكس الثقة الكبيرة في الإمكانيات التكنولوجية للمشروع وأهميته في دفع عجلة الابتكار في المنطقة هذا التعاون الإقليمي يعد خطوة نوعية نحو تعزيز البحث العلمي وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يخدم التنمية المستدامة والاقتصاد الرقمي.
وفي سياق متصل تأتي مبادرة "لاتام جي بي تي" في ظل توجه عالمي متسارع نحو اعتماد نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة وشفافة وآمنة حيث شاركت 58 دولة في البيان الختامي لقمة باريس حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وأكدت الدول المشاركة ومن بينها قوى عالمية كالصين وفرنسا والهند على ضرورة ضمان أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي شاملة وموثوقة وأخلاقية مع وضع أطر دولية تحمي حقوق الجميع.
بهذه المبادرة الطموحة تسعى تشيلي إلى وضع بصمتها في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم من خلال مشروع "لاتام جي بي تي" الذي يجمع بين الابتكار التكنولوجي والالتزام بالقيم الثقافية ويأمل المسؤولون أن يشكل هذا النموذج منصة رائدة تساعد في دفع عجلة التقدم في المنطقة وتفتح آفاق جديدة للباحثين والمطورين لاستغلال التكنولوجيا في خدمة المجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.