رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق
ترند ريل
الاشراف العام
دينا سامي

"ديب سيك" هل يعيد تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي؟

ترند ريل

في غضون عام واحد فقط تحولت شركة "ديب سيك" الصينية إلى محور الاهتمام في عالم التكنولوجيا بعد أن قدمت نموذج ذكاء اصطناعي متقدم ينافس عمالقة المجال مثل "أوبن أيه آي" و"ميتا" لكن بتكلفة أقل بكثير هذا الابتكار دفع المستثمرين والمحللين إلى إعادة التفكير في مستقبل الذكاء الاصطناعي خاصة في ظل القيود الأمريكية المفروضة على الصين.

تحدٍ جديد لمفهوم تطوير الذكاء الاصطناعي

كسرت "ديب سيك" الفكرة السائدة بأن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة يتطلب استثمارات ضخمة وموارد طاقة هائلة فبينما أنفقت شركات أمريكية مليارات الدولارات على تطوير نماذجها تشير التقارير إلى أن "ديب سيك" طورت نموذجها بتكلفة لم تتجاوز 5.6 مليون دولار وهو ما أثار مخاوف بشأن قدرة الصين على تجاوز العقوبات التقنية باستخدام حلول بديلة.

ما الذي يجعل "R1" مختلفًا؟

طرحت "ديب سيك" نموذج "R1" الذي يتميز بقدرته على شرح منطق استجاباته قبل تقديم الإجابة مما يجعله أكثر شفافية مقارنة بمنافسيه كما أن النموذج يعتمد على موارد محدودة في التدريب مما يتحدى الفكرة القائلة بأن النجاح في الذكاء الاصطناعي يعتمد على امتلاك شرائح متطورة بكميات ضخمة.

وفي يناير 2025 شهدت تطبيقات "ديب سيك" انتشار واسع حيث تصدر تطبيقها متجر "آب ستور" في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتم تحميله 1.6 مليون مرة خلال أسابيع قليلة هذا النجاح دفع المستثمر مارك أندريسن إلى وصف الابتكار بـ"لحظة سبوتنيك للذكاء الاصطناعي" في إشارة إلى القمر الصناعي السوفيتي الذي أطلق سباق الفضاء.

 

وقد تسبب نجاح الشركة في تراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة واليابان حيث فقدت "إنفيديا" أكثر من 3% من قيمتها السوقية بينما تكبدت "سوفت بنك" اليابانية خسائر تجاوزت 8% بسبب مخاوف من التأثير المحتمل لهذا الابتكار على مستقبل السوق.

المؤسس والاستراتيجية المستقبلية

تأسست "ديب سيك" في عام 2023 على يد ليانغ وينفنغ وهو مهندس صيني حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة تشجيانغ ولديه خبرة في إدارة صناديق التحوط المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أسس ليانغ الشركة برأسمال متواضع لا يتجاوز 10 ملايين يوان (1.4 مليون دولار) لكنه نجح في تحقيق تقدم سريع ما جعله يحظى باهتمام الحكومة الصينية 

ويرى ليانغ أن العقبة الأكبر أمام تقدم شركته هي القيود الأمريكية على الشرائح المتطورة لكنه يعتقد أن الحل يكمن في بناء منظومة محلية بديلة في الصين وهو ما تسعى إليه بكين في إطار خطتها لتصبح رائدة عالميًا في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

تأثير "ديب سيك" على المشهد العالمي

قد يؤدي نجاح "ديب سيك" إلى إعادة تشكيل صناعة الذكاء الاصطناعي عالميًا حيث من المتوقع أن تضطر شركات مثل "أوبن أيه آي" و"غوغل" إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وخفض تكاليف خدماتها لمواجهة المنافسة المتزايدة.

تم نسخ الرابط