للحفاظ على سلامتها النفسية.. هذا ما تحتاجه منك ابنتك
للحفاظ على سلامتها النفسية.. هذا ما تحتاجه منك ابنتك
تحتاج البنت دائمًا إلى معاملة مميزة من الأب حتى تستطيع الشعور بقيمتها، وتكتسب ثقة بنفسها، تعينها على تحمل ضغوط الحياة، واختيار شريك حياتها، بل وتربية أبنائها، فدور الأب في حياة ابنته بمثابة مفاتيح لهويتها الأنثوية، وعلاقاتها المستقبلية.
ويلعب تأكيد الأب، أو افتقاره إلى هذا التأكيد، دوراً في كل جانب من جوانب حياتها، بل وحتى التأثير على اختيارها لشريك حياتها، وفيما يلي يقدم "ترند ريل" إرشادات تساعد الآباء على احتواء بناتهن، بحسب ما تحدثت فيه الدكتورة نورهان أمين، استشاري علم نفس الطفل، جامعة عين شمس.
متى يبدأ دور الأب مع ابنته؟
أكدت أمين، أن دور الأب يبدأ مع ابنته منذ ولادتها، فدور الأب لا يأتي فجأة بل يتم التأسيس له من البداية، قائلة: "من الطبيعي أن تميل الفتاة للأب منذ ولادتها وذلك بالفطرة الطبيعية في التركيبة البيولوجية للفتاة، لأن الأب بالنسبة لها هو أول نموذج ذكري في حياتها"، وأضافت:"فطريًا.. من الطبيعي أن تشعر الأنثى بالسكينة بجانب النموذج الذكري، وغالبًا يكون الأب، فنجد أنها تميل إليه في الرغبة في اللعب والمشاركة، حتى أن بداية كلماتها يكون "بابا"، ولكن يجب أن يكون الدور متوازن مع دور الأم.
ما المطلوب من الأب لاحتواء ابنته؟
شددت استشاري علم النفس الأطفال على أهمية إصدار رد فعل إيجابي من قبل الأب تجاه ميول ابنته حتى يترسخ لديها في اللاوعي أن النموذج الذكري يعطيها شعورًا بالسعادة والبهجة والحب والامان والاحتواء.
ويجب على كل أب احتواء ابنته سواء عن طريق الثناء عليها بكلمات العزل، والمدح، والشكر،والإعجاب، أو عن طريق التحدث إليها وأخذ رأيها، والاستماع إليها، أو عن طريق جلب الهدايا والأشياء التي تفضلها وترغب فيها، وكل ذلك يجب القيام به قبل دخول الطفلة في سن المراهقة.
دور الأب في سن المراهقة
عند دخول الفتاة سن المراهقة تزداد حاجتها عاطفيًا ونفسيًا للأب، وبما أن العلاقة تم تأسيسها بشكل سليم منذ البداية ونجح الأب في أن يجعل ابنته تشعر بالرضا والثقة بالنفس، وتكوين صورتها الذاتية بشكل إيجابي، وتتقبل ذاتها، وحدث لديها اكتفاء عاطفي ومعنوي، فمع المراهقة يتم تعميق تلك العلاقة، وعلى الأب في تلك المرحلة أن يزيد من اهتمامه واحتوائه وحبه لابنته.
وعلى الأب مع دخول ابنته مرحلة المراهقة أن يدرك تمامًا كافة التغيرات التي تمر بها الفتاة بشكل عام، حتى يستطيع تقبل تلك التغيرات مع ابنته بحكمة ومرونة بدون عصبية ، وهنا يجب أن يشاركها ويتحدث إليها ويوجهها، ويجعلها تثق به حتى تستطيع أن تحكي معه كل أسرارها.
وأكد الدكتور نورهان أمين، أن اتخاذ تلك الخطوات مع الفتاة يحميها من سلسلة كبيرة من المخاطر التي قد تحيط بها في مرحلة المراهقة، بل وتجعلها تخشى من الخطأ ليس خوفًا بل طمعًا في رضاه، وحبه، واحترامًا له، والفرق بينهما كبيرًا.
وفيما بعد ذلك يساعدها على اختيار شريك حياتها بعقلانية وبشكل صحيح، دون اندفاع أو تهور، فهي ليست بحاجة إلى مشاعر أو كلمات ثناء أو غزل تسمعها من رجل حتى تشعر بقيمتها مهما كانت صفاته، فبالفعل والدها قام بذلك بالدور، ولكنها تبحث عن شريك حياة مناسب لها، وبالتالي فنادرًا ما تخطئ في اختيار شريك حياتها.
ماذا لو أهمل الأب ابنته؟
وعلى النقيض في حال إهمال الأب تحديدًا احتواء والاهتمام بابنته، فذلك يجعله فريسة سهلة لأي شخص قد يهتم بها أو يثني عليها، فتشعر بداخلها أن هذا الشخص يدرك قيمتها جيدًا في حين أن والدها لا يشعر بها.
والأمر لا يقتصر على وقوعها فريسة سهلة لرجل، بل قد تكون دائمة البحث عن صديقة تسمعها أو تتحدث إليها حتى تشعر برضاها عن نفسها وتستطيع تقدير ذاتها خاصة في مرحلة الطفولة.
حتى في اختيار شريك حياتها قد تخطيء الاختيار لمجرد وجود شخص يهتم بها، أو قد تخشى من الارتباط لانها لا تقدر ذاتها.
اقرأ أيضًا: متهور ويخاف من الوحدة.. إليك سمات الشخصية الحدية