نادية مراد رحلة من النجاة إلى التغيير العالمي
نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2018 هي واحدة من أبرز الشخصيات العالمية التي كرست حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان ومناصرة ضحايا الصراعات. ولدت نادية في قرية كوجو الصغيرة الواقعة في منطقة سنجار شمال العراق وهي تنتمي إلى الأقلية الإيزيدية التي تعرضت لإبادة جماعية على يد تنظيم داعش عام 2014
نشأت نادية في بيئة زراعية هادئة إلى أن هاجم تنظيم داعش قريتها في أغسطس 2014 حيث قتل العديد من أفراد عائلتها وأجبر الإيزيديون على ترك منازلهم تعرضت نادية مثل آلاف النساء والفتيات الإيزيديات، للاختطاف من قبل التنظيم بعد ثلاثة أشهر من الأسر في مدينة الموصل تمكنت نادية من الهرب بمساعدة عائلة محلية وانتقلت لاحقًا إلى ألمانيا كلاجئة
رغم أن تجربة الأسر شكلت نقطة تحول قاسية في حياتها إلا أنها أصبحت قوة دافعة لنادية لتصبح مدافعة عالمية عن حقوق الإنسان ألقت أول خطاب علني لها في مجلس الأمن الدولي عام 2015 حيث سلطت الضوء على الجرائم التي ارتكبت ضد الإيزيديين والنساء خلال النزاع هذا الخطاب جعلها أول سفيرة أممية لكرامة ضحايا الاتجار بالبشر
أنشأت نادية منظمة "مبادرة نادية" التي تركز على إعادة بناء المجتمعات التي تضررت بسبب النزاعات بما في ذلك مسقط رأسها سنجار تعمل المبادرة على تحسين التعليم، والرعاية الصحية، والبنية التحتية، وتمكين النساء
شاركت نادية في صياغة قرارات أممية مثل القرار 2467 الذي يهدف إلى محاربة العنف أثناء النزاعات كما عملت مع حكومات ومنظمات دولية لتعزيز العدالة والمساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد الإيزيديين
نشرت نادية مذكراتها الفتاة الأخيرة يروي الكتاب تفاصيل محنتها وشهادتها الحية عن الإبادة الجماعية، وهو أحد أبرز الأعمال التي لاقت إشادة عالمية
جائزة نوبل للسلام (2018) منحت الجائزة لنادية بالمشاركة مع الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي لدورهما في مكافحة العنف الجنسي كأداة حرب
جوائز أخرى حازت نادية على جوائز دولية عديدة بما في ذلك جائزة سخاروف لحرية الفكر من البرلمان الأوروبي وجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان.
تواصل نادية جهودها كمدافعة عن الإيزيديين وتعمل مع شخصيات عالمية بما في ذلك المحامية أمل كلوني لضمان محاكمة مرتكبي الإبادة الجماعية أمام المحاكم الدولية كما تسعى لتحقيق التنمية المستدامة في مناطق الصراعات، حيث تنادي بالعدالة وإعادة الإعمار