السيدة نجلاء المنقوش أول سيدة تتولى منصب حكومي في ليبيا
نجلاء المنقوش أول امرأة تتولى منصب وزيرة الخارجية في ليبيا تعتبر واحدة من أبرز الشخصيات السياسية النسائية في العالم العربي ولدت المنقوش في بنغازي ليبيا ونشأت في عائلة تهتم بالمجال الطبي والأمني حيث أن والدها كان طبيب قلب وشقيقها أحد ضباط الجيش البارزين وقد حصلت على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة قاريونس في بنغازي وأكملت لاحقا دراسات عليا في القانون الجنائي بنفس الجامعة كما تابعت دراستها في الولايات المتحدة حيث حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في إدارة الصراعات وبناء السلام من جامعة جورج ميسون.
بدأت المنقوش عملها كمحامية في القانون الجنائي وشاركت في الأنشطة المجتمعية وخاصةً أثناء ثورة فبراير 2011 في ليبيا حيث عملت كناشطة إعلامية لنقل أحداث الثورة للمجتمع الدولي كما تعاونت مع المجلس الوطني الانتقالي كجزء من جهود التحول السياسي بعد الثورة بالإضافة إلى ذلك عملت كممثلة محلية لمعهد الولايات المتحدة للسلام في ليبيا وشاركت في عدة مشاريع تتعلق ببناء القدرات وتقييم القوانين المدنية مما ساعد في تحقيق تواصل بين المجتمع الليبي والمجتمع الدولي.
في مارس 2021 عينت وزيرة للخارجية في حكومة الوحدة الوطنية بليبيا لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد وهي أيضًا من ضمن القلائل اللواتي حققن مثل هذا الإنجاز في العالم العربي تولت مسؤولية إدارة العلاقات الليبية مع المجتمع الدولي وشاركت في جهود إعادة بناء العلاقات الدولية لليبيا بعد سنوات من الصراع كما طالبت بانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا في إطار سعيها لتحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز سيادة الدولة.
حققت المنقوش إنجازات متعددة على المستويين المحلي والدولي فقد نالت تقديرًا واسعًا بفضل مساهماتها في السلام وبناء المجتمع وقد حصلت على منحة فولبرايت التي مكنتها من دراسة إدارة النزاعات في مركز العدالة وبناء السلام في الولايات المتحدة في عام 2022 حازت على "جائزة المرأة الشجاعة الدولية" من وزارة الخارجية الأمريكية تكريمًا لمساهماتها في تعزيز السلام والاستقرار في ليبيا تعد المنقوش من ضمن ثلاث نساء أفريقيات فقط حصلن على هذه الجائزة التي تمنح للنساء اللواتي يظهرن شجاعة استثنائية وقيادة في مواجهة التحديات الصعبة.
رؤيتها وأهدافها المستقبلية
تسعى المنقوش لتعزيز الاستقرار في ليبيا عبر تعزيز سيادة القانون ودعم بناء مؤسسات قوية وديمقراطية وقد شددت في مناسبات عدة على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والمصالحة الوطنية مشيرة إلى أن السلام المستدام يتطلب مشاركة جميع الأطراف الليبية كما أنها تدعم التغيير الإيجابي الذي يساهم في بناء مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة في ليبيا وتواصل بذل جهودها لجعل ليبيا لاعبًا إيجابيًا على الساحة الدولية.
واجهت المنقوش تحديات كبيرة خلال مسيرتها المهنية حيث تتطلب طبيعة عملها السياسي اتخاذ قرارات حاسمة ومواجهة ردود فعل قوية من مختلف الجهات السياسية كما أن دورها يتطلب توازنًا دقيقا بين المصالح الداخلية والخارجية ومحاولة إعادة بناء صورة ليبيا في نظر المجتمع الدولي.
بهذا تعد نجلاء المنقوش نموذجًا مشرفا للنساء العربيات في المجال السياسي ولها بصمة واضحة في تاريخ الدبلوماسية الليبية من خلال جهودها في بناء السلام وتعزيز التعاون الدولي.