ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

مهرجان القاهرة السينمائي ينعى المخرج داوود عبد السيد

داوود عبد السيد
داوود عبد السيد

ينعي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ببالغ الحزن والأسى رحيل المخرج الكبير داود عبد السيد، أحد أبرز صُنّاع السينما المصرية والعربية، الذي رحل بعد مسيرة استثنائية ترك خلالها بصمات خالدة في تاريخ الفن السابع، وقدّم أعمالًا شكلت وجدان أجيال من محبي السينما، من بينها الكيت كات وسارق الفرح وأرض الخوف ورسائل البحر وغيرها من العلامات الفارقة في الإبداع السينمائي.

وقال الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي:"برحيل داود عبد السيد تفقد السينما المصرية أحد أهم مبدعيها وأكثرهم صدقًا وخصوصية. كان صاحب رؤية فلسفية وإنسانية نادرة، وترك لنا أعمالًا ستبقى مرجعًا في الجمال والوعي والمعنى لقد ساهم داود عبد السيد في ترسيخ مفهوم السينما كفن للتأمل والبحث في الإنسان والمجتمع، وسنظل نحتفي بإرثه ونتعلم من بصيرته السينمائية العميقة".

ويتقدم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد وأصدقائه وتلاميذه وجمهور السينما المصرية والعربية، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم محبيه الصبر والسلوان.

بدايات أكاديمية ومشوار مع الكبار

ولد داوود عبد السيد في القاهرة عام 1946 وحصل على بكالوريوس الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما عام 1967.
وبدأ مسيرته المهنية مساعد مخرج في عدد من الأفلام المهمة من بينها:
“الأرض” للمخرج يوسف شاهين،
“الرجل الذي فقد ظله” لكمال الشيخ،

"أوهام الحب" لممدوح شكري قبل أن يشق طريقه الخاص في عالم الإخراج.

من السينما التسجيلية إلى الروائية

اتجه عبد السيد في بداياته إلى السينما التسجيلية ذات البعد الاجتماعي وقدم مجموعة من الأفلام الوثائقية اللافتة من أبرزها:
“وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم” (1976)، “العمل في الحقل” (1979)،"عن الناس والأنبياء والفنانين" (1980) التي عكست اهتمامه بالإنسان وقضاياه اليومية.

مع انتقاله إلى السينما الروائية الطويلة رسخ داوود عبد السيد اسمه كأحد رواد تيار الواقعية الجديدة في الثمانينيات والتسعينيات مقدما أعمالا مزجت بين الواقع والرمزية والفلسفة الإنسانية.

ومن أبرز أفلامه:

“الكيت كات” (1991) أحد أهم أفلام السينما المصرية وصنف ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخها.
“أرض الخوف” (2000) رؤية مختلفة لعالم الجريمة والمجتمع والصراع النفسي.
“الصعاليك”.
“سارق الفرح” و"مواطن ومخبر وحرامي" أعمال ناقشت التحولات الاجتماعية وقضايا الطبقات المهمشة.
“رسائل البحر” (2010) قصيدة بصرية عن العزلة والذاكرة والبحث عن الذات.

جوائز واعتزال هادئ

حصد الراحل خلال مسيرته عشرات الجوائز المحلية والدولية من بينها جائزة الدولة التقديرية في الفنون تقديرا لإسهاماته الفنية المؤثرة.

وفي سنواته الأخيرة أعلن اعتزاله الإخراج مشيرا إلى عدم قدرته على التكيف مع آليات السوق السينمائي المعاصر التي لا تتماشى مع رؤيته الفنية المستقلة.

ورغم قلة عدد أفلامه مقارنة بأبناء جيله فإن كل عمل لداوود عبد السيد يعد تحفة فنية في تاريخ السينما ليبقى اسمه حاضرا بقوة في ذاكرة الإبداع ومرجعا مهما لكل من يسعى لفهم سينما الإنسان والواقع.

تم نسخ الرابط