ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

سبعة أسباب تجعل ناجازاكي وجهة لا غنى عنها في رحلتك إلى اليابان

ناجازاكي
ناجازاكي


 

غالبًا ما تتجه الأنظار في رحلة إلى اليابان نحو صخب طوكيو، أو سحر كيوتو العريق، أو حتى جمال أوساكا. ومع ذلك، هناك مدينة على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة كيوشو تختزن تاريخًا فريدًا وثراءً ثقافيًا لا يُضاهى، وتستحق بلا شك أن تكون في مقدمة خط سيرك: إنها مدينة ناجازاكي.
لا تقتصر شهرة ناجازاكي على أحداثها التاريخية المأساوية، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تمثل بوتقة انصهار ثقافي وتاريخي، وتوفر للزائرين مزيجًا آسرًا من الجمال الطبيعي، العمارة الأوروبية القديمة، والتراث الياباني الأصيل.

فيما يلي سبعة أسباب جوهرية تجعل من ناجازاكي وجهة لا غنى عنها:

1. نافذة اليابان على الغرب: ديجيما (Dejima)
كانت ناجازاكي البوابة الوحيدة لليابان على العالم الغربي خلال فترة العزلة الوطنية الطويلة (ساكوكو) من القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر. كانت ديجيما جزيرة اصطناعية صغيرة ومستعمرة هولندية، حيث كانت التجارة تدار والحضارات تلتقي. اليوم، تم ترميم هذه المنطقة بعناية فائقة، وتحولت إلى متحف حي يتيح للزوار فرصة فريدة للتعمق في تاريخ التبادل التجاري والثقافي المعقد بين اليابان وأوروبا.


2. إرث التسامح والتعايش المسيحي
على عكس بقية اليابان، تحتضن ناجازاكي تاريخًا عميقًا للجالية المسيحية. شهدت المدينة اضطهادًا كبيرًا، لكنها أيضًا موطن لكنائس أيقونية مثل أورا كامي كاتدرال (Urakami Cathedral) وكنيسة أورا تينشودو (Oura Tenshudo)، وهي أقدم كنيسة على الطراز الغربي في اليابان والمُصنفة كنزًا وطنيًا. 
قصص "المسيحيين المختبئين" (كيريشتان) هي شهادة قوية على مرونة الروح البشرية.


3. الجمال الآسر لـ حديقة قلاب (Glover Garden)
تقع حديقة قلاب على تلة مطلة على الميناء، وهي مجموعة من المنازل الفاخرة التي بناها التجار الغربيون المقيمون الأوائل بعد انفتاح اليابان. يُعد المنزل الرئيسي، منزل توماس بليك جلوفر، تحفة معمارية أوروبية يابانية مختلطة، ويوفر الموقع إطلالات بانورامية خلابة على المدينة والميناء، خاصة في فترة الغروب.


4. الهدوء التأملي في متنزه السلام (Peace Park)
على الرغم من التاريخ المأساوي لقصفها الذري في عام 1945، فإن ناجازاكي اختارت أن تصبح رمزًا عالميًا للسلام والأمل. يعد متنزه السلام ومتحف القنبلة الذرية أماكن للتأمل العميق والتعليم، حيث ينقلان رسالة قوية ضد الحرب النووية وإعادة التأكيد على قيمة الحياة والتعايش الإنساني.


5. فن الطهي الفريد والمُتأثر بالصين وأوروبا
بسبب تاريخها التجاري، طورت ناجازاكي مطبخًا فريدًا يُعرف باسم شيبوكو ريوري، وهو مزيج من مأكولات المائدة الصينية واليابانية. كما يجب على الزوار تذوق طبق تشانبون الشهير، وهو حساء شعيرية شهي، وكاستيرا، وهي كعكة إسفنجية حلوة أدخلها التجار البرتغاليون.


6. سحر الترام العتيق
تتميز المدينة بشبكة ترام قديمة ومحبوبة، توفر وسيلة تنقل عملية وممتعة للغاية. إن ركوب الترام يُعيدك بالزمن إلى الوراء ويُمكنك من استكشاف الأحياء القديمة والمعالم السياحية بتكلفة زهيدة وبطريقة هادئة ومريحة.


7. الإطلالة الليلية الساحرة من جبل إناسا (Mount Inasa)
تُصنف الإطلالة من قمة جبل إناسا ضمن أفضل ثلاثة مناظر ليلية في اليابان. يمكن الوصول إلى القمة بسهولة عبر التلفريك، حيث تكشف لك أضواء المدينة المتلألئة عن جمال ناجازاكي الشبيه بالجواهر المبعثرة على شكل خليجها الفريد.

ناجازاكي هي مدينة تعلمت أن توازن بين ماضيها الثقيل ومستقبلها المشرق، وتقدم للزائرين تجربة غنية لا تُنسى تتجاوز مجرد مشاهدة المعالم. إنها رحلة عبر التاريخ، رحلة إلى قلب الثقافة اليابانية المتنوعة.
 

تم نسخ الرابط