ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

ما هو الوقت المناسب لإجراء عملية شد الوجه؟

شد الوجه
شد الوجه

نشهد اليوم تحولًا ملحوظًا في النظرة إلى عمليات شد الوجه، فبعد أن كانت تُعد جراحة تُجرى كحل أخير لاستعادة مظهر الشباب، أصبحت الآن واحدة من أكثر العلاجات شيوعًا لتحسين ملامح الوجه. 

وتشير الأكاديمية الأمريكية لجراحة الوجه التجميلية والترميمية إلى أن شد الوجه ما يزال من أكثر الإجراءات رواجًا، مع تزايد عدد المرضى الأصغر سنًا الذين يقبلون عليه. وبينما يتردد البعض في استخدام الفيلر أو البوتوكس، يبدو أن كثيرين يفضلون انتظار الوقت المناسب للإقدام على شد الوجه بثقة أكبر.

لكن يبقى السؤال: ما هو السن الأنسب؟ وكيف يمكن معرفة الوقت الملائم – أو غير الملائم – لإجراء عملية شد الوجه؟ فيما يلي بعض النقاط التي ينبغي التفكير فيها قبل اتخاذ القرار.

هل هناك سن مناسب لشد الوجه؟

عندما يتعلق الأمر بشد الوجه، لا يُعد العمر العامل الأكثر أهمية، يؤكد الخبراء أن الصحة العامة وبنية الوجه هما الأساس. ويقول يانيس ألكسندريدس، الجراح التجميلي المعتمد، إن الحالة الفعلية للوجه أهم بكثير من العمر البيولوجي عند تقييم مدى ملاءمة الشخص للجراحة. ويوضح أن مظهر الوجه وطريقة تقدمه في العمر يتأثران بعوامل عديدة تشمل نمط الحياة، والعوامل الوراثية، وبعض الأمراض أو الحالات الصحية.

توضح الدكتورة أليكسيس بارسيلز، جراحة التجميل المعتمدة ومؤسسة مركز بارسيلز لجراحة التجميل، أنها أجرت عمليات شد وجه لمرضى في السبعينيات من عمرهم وكانت حالتهم أفضل من آخرين في الخمسينيات. وتشير إلى أن الشخص يُعد مرشحًا جيدًا للجراحة إذا كان يتمتع بصحة جيدة، ويتبنى توقعات واقعية، وقادرًا على الخضوع للتخدير بأمان. وتضيف أن عملية شد الوجه يمكن أن تُحدث تحولًا كبيرًا في أي عمر إذا كانت تُجرى للأسباب الصحيحة.

غالبًا ما يكون المرضى بين أواخر الأربعينيات وأوائل الستينيات هم الأكثر إقبالًا على العملية، إذ تبدأ خلال هذه الفترة علامات الترهل، وتجعد الذقن، والطيات العميقة في الظهور بوضوح. وتشير الدكتورة بارسيلز إلى أن عمليات شد الوجه تستهدف علاج التغيرات البنيوية لا مجرد مشكلات سطحية. ولذلك، يكون الوقت الأنسب عندما تبدأ هذه التغيرات في التأثير على المظهر بشكل ملحوظ.

لكن يمكن أن تكوني أصغر من أن تخضعي لها

ورغم غياب "سن مثالي" لهذه الجراحة، يرى الخبراء أن الأشخاص دون سن الأربعين غالبًا ما يكونون أصغر من أن يحتاجوا إليها، خصوصًا إذا لم تظهر عليهم علامات واضحة للتقدم في السن. وتوضح الدكتورة بارسيلز أن معظم المشكلات في هذه المرحلة العمرية يمكن التعامل معها بطرق غير جراحية مثل الترددات الراديوية، أو الإبر الدقيقة، أو الفيلر. فشد الوجه إجراء جراحي له فترة نقاهة ومخاطر وتكلفة، ولذلك ينبغي أن يعالج مشكلة حقيقية في الأنسجة وليس مجرد فقدان حجم أو جودة البشرة.

ما الذي يجعلك مرشحة جيدة لعملية شد الوجه؟

يفحص الطبيب عدة عوامل لتحديد ما إذا كانت العملية مناسبة. ويشير الدكتور ألكسندريدس إلى أن الطيات الأنفية الشفوية العميقة، وانحناء الذقن، وترهل جلد الوجه أو الرقبة، وتدلي الحاجبين، والتجاعيد الشديدة، من أهم المشكلات التي يمكن لشد الوجه علاجها. كما أن التمتع بصحة جيدة يعد شرطًا أساسيًا لتقليل المخاطر أثناء الجراحة وبعدها. ومن الناحية النفسية، يجب أن تكون توقعات النتائج واقعية.

توضح الدكتورة بارسيلز أن المرضى الذين يعانون من مشكلات نفسية غير معالجة أو اضطرابات في صورة الجسد لا يُنصح بخضوعهم للجراحة. وتشير إلى أن شد الوجه قد يعزز الثقة بالنفس، لكنه ليس حلًا جذريًا لمشكلات حياتية أخرى.

الفيلر وخيارات العلاج الأخرى

نظرًا لأن عملية شد الوجه جراحة كبيرة وقد تتطلب من أسبوع إلى ستة أسابيع للتعافي، يقترح الخبراء النظر في البدائل المتاحة قبل اتخاذ القرار. فالفيلر مثلًا يُعد خيارًا مناسبًا للتعامل مع فقدان الحجم المبكر في الخدين والصدغين أو حول الفم، ويمنح نتائج فورية مع فترة نقاهة قصيرة.

ويشير الدكتور أشكان غفامي، جراح التجميل المعتمد في بيفرلي هيلز، إلى أن الفيلر مناسب لتحديد عظام الوجنتين وخط الفك أو لملء الطيات بين الأنف وزاوية الفم. إلا أن هذه العلاجات تبقى محدودة. فإذا كنت ترغبين في تغيير أعمق وطويل الأمد، فإن شد الوجه هو الخيار الأنسب، لأنه يعتمد على رفع وقص وإعادة تموضع الأنسجة، وهو ما لا يستطيع الفيلر تحقيقه. وتوضح الدكتورة بارسيلز ذلك بقولها إن الفيلر يشبه نفخ وسادة، بينما يشبه شد الوجه إعادة تنجيد الأريكة.

اختيار النوع المناسب من عملية شد الوجه

هناك أنواع متعددة من عمليات شد الوجه، مثل الشد العميق والشد المصغر، ويعتمد اختيار النوع المناسب على الحالة الفردية. وتوضح الدكتورة بارسيلز أن شد الوجه العميق يناسب من يعانون من ترهل كبير في الأنسجة، بينما يكفي الشد المصغر لمن لديهم ترهل بسيط في منطقة الذقن. ويعتمد القرار على تشريح الوجه وأهداف الشخص ونمط حياته.

وينصح الدكتور غفامي بالبحث جيدًا قبل اختيار الجراح، مع التأكد من أنه معتمد من المجلس الأمريكي لجراحة التجميل، وأنه يمتلك خبرة في أنواع مختلفة من جراحات الوجه، لأن أفضل النتائج تتحقق عادة باستخدام مزيج تقنيات يُختار وفق احتياجات المريض. ويشير إلى أن الاعتماد على أسلوب واحد فقط قد يكون مؤشرًا لعدم ملاءمة الجراح.

ورغم أن عملية شد الوجه يمكن أن تمنح مظهرًا أكثر شبابًا وانتعاشًا، تشير الدكتورة بارسيلز إلى أن نتائجها عادة ما تدوم بين عشر إلى خمس عشرة سنة. وقد يعود بعض المرضى لاحقًا لإجراء علاجات محافظة مثل الليزر أو الإبر الدقيقة أو الفيلر للحفاظ على النتائج. وتؤكد أنه إذا أُجريت العملية بنجاح، فلن تكون هناك حاجة لإعادة الجراحة لفترة طويلة.

تم نسخ الرابط