ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

سانتياغو.. عاصمة الأنديز النابضة بالحياة ومزارات ساحرة بين التاريخ والحداثة

سانتياغو
سانتياغو


 

وسط مشهد طبيعي يخطف الأنفاس، حيث ترتفع قمم جبال الأنديز الشاهقة والمكللة بالثلوج لتحتضن وادياً خصباً، تتربع العاصمة التشيلية سانتياغو، مقدمة لزوارها مزيجاً فريداً من العمارة الكلاسيكية الجديدة والتاريخ العريق، جنباً إلى جنب مع معالم حديثة تضاهي أكبر المدن العالمية. باتت سانتياغو وجهة سياحية بامتياز، لاحتوائها على كنز من المزارات التي تلبي جميع الأذواق، من مرتفعات بانورامية إلى قصور ذات تاريخ مؤلم، وأسواق صاخبة تحتفظ بعبق الماضي.


نظرة من القمة: سيرو سان كريستوبال و"سكاي كوستانيرا"

للحصول على مشهد بانورامي لا يُنسى للمدينة المترامية الأطراف، لا بد من زيارة "سيرو سان كريستوبال" (Cerro San Cristóbal)، وهو قلب "حديقة متروبوليتان" الحضرية. يمكن الوصول إلى قمة التل عبر تلفريك تقليدي أو قطار جبلي مائل، حيث يستقبل الزوار تمثال ضخم للسيدة مريم العذراء يطل على المدينة بأسرها. يمنح هذا الموقع الفرصة لرؤية التباين المذهل بين ناطحات السحاب الحديثة والسفوح الجبلية التي تحيط بالمدينة.
على النقيض من ذلك، يمثل "سكاي كوستانيرا" (Sky Costanera) الوجه الحديث لسانتياغو. يقع هذا المرصد في الطابق 61 و 62 من أطول ناطحة سحاب في أمريكا اللاتينية (Gran Torre Santiago)، بارتفاع يصل إلى 300 متر. توفر المنصة إطلالة 360 درجة، تمكن الزائر من استيعاب الحجم الهائل للمدينة وموقعها الاستراتيجي المحاط بسلسلة جبال الأنديز المهيبة.


قصص تاريخية في قلب المدينة

يحتضن "قصر لا مونيدا" (Palacio de La Moneda)، القصر الرئاسي، تاريخاً سياسياً مؤثراً، حيث أعيد بناؤه بعد قصف عام 1973. لا يزال القصر رمزاً للصمود ويعرض فصولاً من تاريخ تشيلي الحديث. وبالقرب منه، تقع "بلازا دي أرماس" (Plaza de Armas)، الساحة المركزية التاريخية التي تمثل نقطة انطلاق المدينة، وتحيط بها مبانٍ استعمارية هامة مثل "كاتدرائية سانتياغو" والمتحف التاريخي الوطني.
من جهة أخرى، يروي "تل سانتا لوسيا" (Cerro Santa Lucía) قصة تأسيس المدينة. هذا التل الذي كان موقعاً لقلعة قديمة، تحول الآن إلى حديقة حضرية جميلة ذات ممرات متعرجة ونوافير وأبراج مراقبة توفر أيضاً إطلالات رائعة على المركز التاريخي.


عبق الثقافة والحياة البوهيمية

لمحبي الفن والثقافة، يعد حي "باريو بيلافيستا" (Barrio Bellavista) نقطة جذب رئيسية. يشتهر الحي بأجوائه البوهيمية والملونة، ويضم مجموعة كبيرة من المطاعم والمقاهي وصالات العرض الفنية. كما يقع فيه منزل الشاعر التشيلي الحائز على جائزة نوبل، بابلو نيرودا، المعروف باسم "لا تشاسكونا" (La Chascona)، والذي يعتبر متحفاً الآن ويعكس شخصية نيرودا الغريبة.
أخيراً، لا تكتمل جولة سانتياغو دون زيارة سوق "ميركادو سنترال" (Mercado Central)، وهو سوق للأسماك والمأكولات البحرية مصمم على الطراز الإنجليزي القديم، ويقدم تجربة حقيقية للحياة اليومية الصاخبة في سانتياغو، ومكان مثالي لتذوق المأكولات البحرية الطازجة التي تشتهر بها تشيلي.
لقد نجحت سانتياغو في الموازنة بين الحفاظ على إرثها التاريخي وبين التطور نحو الحداثة، ما يجعلها مدينة متكاملة تقدم لزوارها تجربة سياحية غنية ومتنوعة تحت ظل قمم الأنديز الشامخة.

 

تم نسخ الرابط