ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

9 شخصيات بارزة مُكرمة في حفلي افتتاح وختام الجزائر الدولي للفيلم الـ 12

مهرجان الجزائر
مهرجان الجزائر

مع الاستعدادات لإطلاق الدورة 12 من مهرجان الجزائر الدولي للفيلم، كشف المهرجان عن قائمة مكرميه التي تضم 9 شخصيات بارزة في المجال السينمائي والثقافي والفني، موزعة على حفلي الافتتاح والختام.

في حفل الافتتاح أولى المكرمين ستكن زهيرة ياحي
التي بدأت مسيرتها في الإذاعة الجزائرية (القناة الثالثة)، حيث لفتت الأنظار ببرامجها التي تناولت قضايا اجتماعية حساسة، مما أكسبها سمعة امرأة حرة وملتزمة، تولّت لاحقا رئاسة الديوان في وزارة الثقافة لأكثر من 10 سنوات، وارتبط اسمها بتنظيم مهرجان الجزائر الدولي للفيلم  (FICA)، حيث دافعت عن رؤية طموحة للسينما الوطنية وساهمت في بروز جيل جديد من السينمائيين الجزائريين، عُرفت باستقلاليتها الفكرية والتزامها العميق بالثقافة الجزائرية، بصمتها اليوم قوية وواضحة في الإعلام والمشهد السينمائي، رغم انتهاء مهامها على رأس المهرجان في 2023، يظل اسمها رمزا للمثابرة والريادة الثقافية في الجزائر.

كما يكرم المهرجان ليزيت فيلا Lizette Vila الملقبة بـ"لا كوبان"، في Cienfuegos بكوبا وسط بيئة غنية بالمسرح والطقوس الأفرو-كوبية، قبل أن تدرس الإخراج في المكسيك، تتميز أعمالها بأسلوب هجين يمزج الواقعية الاجتماعية بالرمزية الكاريبية والجمالية الباروكية، مع ألوان مشبعة ومونتاج مستلهم من الرقص والبحر، من أبرز أفلامها El Mar No Miente وLa Ciudad de los que Sueñan  وLas Hijas del Tambor، التي تستكشف الهوية الكوبية والذاكرة الجماعية والطقوس الروحية، حازت حضورا دوليا واسعا، تُعد "لا كوبان" اليوم صوتا سينمائيا جريئا وملهما لجيل جديد من المخرجات ومؤثرا في السينما الكاريبية.


ورغم وفاة الفنانة الجزائرية بيونة في 25 نوفمبر الماضي إلا ان اسمها يتلق تكريما باعتبارها نجمة تشعّ في سماء الفن الجزائري، تحمل معها نبرة خاصة لا تشبه إلا نفسها، منذ أن أطلت لأول مرة عام 1973 في الدار الكبيرة، خطفت الأنظار بعفويتها وفكاهتها وطاقتها التي تنساب بخفة نحو القلوب، تنقلت بين السينما والتلفزيون والعروض الفردية بخطوات واثقة، مؤدية أدوارا أصبحت جزء من ذاكرة الجمهور في "ليلى والآخرون" و "ديليس بالوما" و "فيفا لالجيري"، راسمة بصمتها المميزة في أعمال نذير مقناش ومحمد فلاق وجيروم سافاري، ولم يكن التمثيل وحده مساحتها الإبداعية، وإنما خاضت أيضا تجربة الغناء وقدمت ألبومين ومشاريع مسرحية أظهرت جانبا آخر من روحها المتوهجة، ومع نجاحاتها التلفزيونية في ناس ملاح سيتي ونسيبتي لعزيزة، ترسخت مكانتها كفنانة متعددة الوجوه، قريبة من الناس، ومحبوبة بصدق.


كما يكرم المهرجتن في افتتاحه ايضا صالح أوقروت المعروف فنيا وجماهيرا باسم "صويلح"، هو أحد أبرز الفنانين الكوميديين في الجزائر، وُلد عام 1961، بدأ مسيرته في المسرح قبل أن يتألق في التلفزيون والسينما، مقدما أعمالا خالدة مثل أفلام "كرنفال في دشرة" و "مال وطني"، وسلسلتي "جمعي فاميلي" و"السلطان عاشور العاشر" و"بوزيد Days"، تميز بأسلوبه الكوميدي الفريد الذي يجمع بين إيماءات الوجه والحركات الجسدية، ما أكسبه محبة واسعة لدى الجمهور وجعل منه أيقونة في الكوميديا والفن الجزائري عموما.

ويتلق تكريما الحاج اسماعيل محمد الصغير الذي بدأت مسيرته من قسنطينة، ليصبح أحد أعمدة الفن من خلال التمثيل والتدريس وإدارة المسرح الجهوي لمدة ستة عشر عاما أثراها بإبداعات لافتة، خلّد حضوره في السينما عبر مشاركاته في أفلام محورية مثل "معركة الجزائر"، "ريح الأوراس"، و"قائع سنين الجمر" و"أولاد نوفمبر"، تميّز بقدرته على الجمع بين الأداء والإخراج والإنتاج، مع حضور لافت في الدراما التلفزيونية، رحل عام 2021 في لوس أنجلوس، تاركا إرثا فنيا نابضا في الذاكرة الجزائرية.

تكريمات حفل الاختتام
اول المكرمين في الختام هو المخرج والشاعر الجزائري توفيق فارس الذي بدأ مسيرته عبر التقارير الصحفية قبل أن يبرز بإخراج فيلمه "الخارجون عن القانون" والمساهمة في سيناريوهات بارزة مثل "وقائع سنين الجمر" خلال السبعينيات والثمانينيات أصبح شخصية بارزة في التلفزيون الفرنسي ببرنامج  Mosaïque وأشرف على مشاريع وثائقية واجتماعية مثلOpération Télécité ، كما نشر مجموعة شعرية بعنوان Empreintes de silence تعكس تأملاته في الحرب والسلام والهوية.
ويكرم ايضا إلين مختفي التي وُلدت بنيويورك عام 1928، وهي ناشطة وكاتبة ومترجمة أمريكية، كرّست حياتها للنضال ضد الاستعمار ودعم الحركات الثورية في القرن 20، انخرطت في أوائل الستينيات في شبكات جبهة التحرير الوطني الجزائرية، مساهمة في التواصل الدولي للحركة، واستقرت بعد الاستقلال في الجزائر لدعم الحركات الثورية العالمية واستقبال قادة مثل أعضاء ال Black Panther Party، والعمل مع مفكرين مثل فرانز فانون، بعد عودتها للولايات المتحدة واصلت الترجمة والكتابة، مؤلفة كتابا مهما عن الجزائر والثورات العالمية.
ومن المكرمين حنّا عطا الله مخرج، منتج ومدير ثقافي فلسطيني مقيم بين برلين والقدس، درس السينما في المعهد العالي للسينما بالأكاديمية المصرية للفنون، أسس عام 2014 FilmLab Palestine وأدار مهرجان Palestine Cinema Days، أطلق مشروع توثيق الذاكرة في مخيم طليبية بالأردن لتدريب الشباب على تسجيل قصص الأجيال السابقة، عمل على تطوير البنية التحتية من صالات واستوديوهات لمواجهة نقص الهياكل، يرى في السينما وسيلة للمقاومة والحفاظ على الهوية، شارك مؤخرا في تأسيس شركة الإنتاج Route 243 لدعم المشاريع السينمائية الفلسطينية.
واخيرا تكريم الصحفية مونيكا مورير التي انطلقت كصحفية ومخرجة مستقلة بعد دراستها في علم الاجتماع والإعلام، واستقرت في سبعينيات القرن العشرين في بيروت لتوثيق الحياة في مخيمات اللاجئين والمقاومة الفلسطينية عبر أفلام مثل أطفال فلسطين ولماذا؟ وخلال حصار بيروت عام 1982، كانت عدستها شاهدة على التاريخ، لتكرّس جهودها لاحقا للحفاظ على أرشيفها السينمائي في AAMOD بروما، شاركت في لجان تحكيم مهرجانات مهمة، ترى مورير في الفن وسيلة للشهادة والعمل، وتواصل دعم السينما الفلسطينية عالميا، بصمة لا تُنسى في التوثيق والمشهد السينمائي.
 

تم نسخ الرابط