«تكون بالحوار».. Art D’Egypte تعيد إحياء التراث المصري بحوار فني معاصر في قلب المتحف المصري

في قلب المتحف المصري بالتحرير، وبين جدران تحمل أكثر من قرن من التاريخ، افتتحت Art D’Egypte أحدث فعالياتها الفنية تحت عنوان «تكون بالحوار»؛ معرض يسلّط الضوء على جماليات الفنون الزخرفية، ويعيد قراءة الإرث المصري العريق بلغة معاصرة تواكب روح القرن الحادي والعشرين. يأتي المعرض ليحتفي بتاريخ طويل يعود إلى عام 1902، حين تأسس المتحف كمؤسسة ثقافية وفنية تحتضن الكنوز المصرية، واليوم يضيف فصلًا جديدًا من الإبداع الذي يجمع بين الماضي والحاضر في مساحة واحدة.

ويضم المعرض 18 عملاً فنياً لفنانين مصريين وعالميين، تتنوع بين النحت، الأثاث، النسيج، والمجوهرات، مقدّماً رؤية شاملة لمفهوم التصميم كأداة للتعبير والحوار الثقافي. ما يميّز «تكون بالحوار» هو نجاحه في خلق مساحة ديناميكية، تسمح للأعمال بأن تتفاعل مع البيئة التاريخية للمتحف، لتقدّم حواراً بصرياً بين التراث وأفكار الفن المعاصر. هذه الأعمال لا تُعرض بوصفها قطعاً منفصلة، بل كجزء من سردية أوسع تسعى لربط الهوية المصرية بجماليات التصميم العالمي.

ومن أبرز محطات المعرض تجربة الإضاءة «إيقاظ الكا» من استوديو Enlighten، التي جذبت انتباه الجمهور بقدرتها على تحويل الضوء إلى عنصر سردي. التجربة تعيد إحياء مفهوم “الكا” الروح في الحضارة المصرية القديمة  عبر مشاهد تفاعلية تمزج بين الضوء والظل، وتُبرز العلاقة بين القطع الأثرية والأعمال الفنية الحديثة بطريقة مبتكرة. إنها تجربة لا تكتفي بالإبهار البصري، بل تمنح الزائر إحساساً بأن الضوء نفسه جزء من التاريخ، يوقظه ويعيد تعريفه.

كما قدّم دون طاناني عرضاً خاصاً بعنوان «نخل» لكبار الشخصيات، وهو عمل يحتفي بالنخلة كرمز للحياة والاستمرارية في الثقافة المصرية. شارك في العرض 8 مصممين قدّم كل منهم رؤية مختلفة لشكل وخامات النخلة، بتصميمات تمزج بين الأصالة والحداثة، لتقدم رمزاً مألوفاً بملمس جديد يعكس روح الابتكار.

وختاماً يعكس المعرض كيف يمكن للابتكار أن ينطلق من صلب التراث، وكيف تتولّد الأفكار الجديدة حين يلتقي الماضي بالتقنيات الحديثة. وفي النهاية، يقدم «تكون بالحوار» تجربة فنية تحتفل بالإرث المصري، وتفتح باباً لرؤية مستقبلية تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وتاريخه عبر الفن. إنه حدث يؤكد أن الهوية ليست ثابتة، بل تتشكل باستمرار… بالحوار.