إطلالات تحكي هوية: كيف جسّدت ملكات جمال العرب تراث بلادهن في مسابقة ملكة جمال الكون 2025؟
مع انطلاق فعاليات مسابقة ملكة جمال الكون 2025 التي تقام هذا العام على المسار العالمي المعتاد وتستقطب ممثلات من عشرات الدول، برزت الإطلالات العربية كمشهد مترجم لهوية وثقافة كل دولة فمن قصور الخليج إلى أمسيات البحر المتوسط وعبق الشام وصدى النيل. من الإمارات إلى لبنان، ومن العراق ومصر إلى فلسطين، اختارت المتسابقات أن تجعل فساتينهن أكثر من زيّ للمناسبة؛ لقد قمن بتحويل السجادة الحمراء ومنصّات العرض إلى منصات سردية تروي قصصاً محلية بصرية تفهمها العيون العالمية.
وفي مقدمة الممثلات اللاتي لفتن الأنظار كانت ملكة جمال الإمارات، مريم محمد، التي مثلت نهجاً حديثاً في استلهام التراث الإماراتي من خلال خطوط وتصاميم تحمل إشارات إلى الحِلي والقطع التقليدية، مع لمسات معاصرة تُناسب منصة عالمية. وأمّرَت ممثلة لبنان، سارة لينا بو جودة، بفستان اعتمد على تفاصيل تقليدية لبنانية وتطريزات ونقوش تحيل إلى الحرف المحلية وإرث الأزياء في بلاد الشام. من جانبها، مثّلت حنين القريشي عن العراق مزيجاً من الفخر الشعبي واللمسة الكوتورية، مستوْحَاة من التراث العراقي وألوانه. في القاهرة، حملت ممثلة مصر رسالة وطنية في خطوط فستانها التي استحضرت رموزاً حضارية متمازجة بين الحداثة والأيقونات التاريخية. أما ممثلة فلسطين، نادين أيوب، فكانت إطلالتها تحمل صورة القدس وهي موضوع نقاشات واسعة، ليس فقط لجمالها وإنما أيضاً للخلفية التنظيمية المحيطة بلقبها التي أثارت سجالات إعلامية حول طرق التمثيل؛ وهو ما جعل حضورها على المنصة يحمل بعداً سياسياً ورمزياً إلى جانب الجمالي.
وما اتّفقت عليه كل هذه الإطلالات هو أنها لم تكتفِ بالتزيين فقط بل أتاحت نافذة للحوار: عن هوية المرأة العربية المعاصرة التي تحتضن تراثها من دون أن تقيده، وعن قدرة المصمّمات والمصممين والمبدعات في صناعة ملابس تحكي بقدر ما تبهِر. كما أنها كشفت عن تنوّع المصادر الإبداعية: من الحِرف اليدوية المحلية إلى استعارة خامات وتطريزات عريقة وإعادة قراءتها بلغة معاصرة تناسب المسرح العالمي.





وفي الختام، كانت مسابقة ملكة جمال الكون لهذا العام مناسبة أكثر من مجرد تنافس على لقب؛ كانت احتفالاً بصياغة صورة عربية معاصرة تُعيد قراءة التراث وتضعه في محاكاة معاصرة تلامس عيون العالم. الإطلالات التراثية تبقى تذكيراً بأن الأزياء قادرة على أن تكون جسرَ فهم بين ثقافات، وأن كل فستان يمكن أن يكون رسالة تعبر عن تاريخ، عن هوية، وعن فخر.