محمد حفظي: الفيلم العربي الناجح يبدأ من أصالته وليس المهرجانات
في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ضمن الدورة الـ46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي استضاف المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية اليوم حلقة نقاشية بعنوان "المحتوى السينمائي العربي: عبور الحدود ومشاركة القصص"، أدارها الناقد السينمائي محمد نبيل، بمشاركة نخبة من صناع السينما العربية بينهم محمد حفظي، شاهيناز العقاد، علا سلامة، ورشا الإمام.
أكد المنتج والسيناريست محمد حفظي أن المهرجانات السينمائية تظل وسيلة مهمة لوصول الفيلم العربي للعالمية لكنها ليست الهدف الأسمى، مشددا على أن صناعة فيلم خصيصا للمهرجانات لا تحفزه، وقال:"عمري ما بصنع فيلم مخصوص للمهرجانات وكثيرا ما يقال لي إن هذا فيلم مهرجانات على أساس أن ذلك يشجعني لكن الحقيقة أن هذا لا يحمسني".

وأشار حفظي إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في تقديم أفلام تحمل قصصا أصيلة من واقع المجتمع العربي قادرة على التأثير عالميا دون التنازل عن هويتها المحلية:"الفيلم غير النابع من أصالة الوطن لن ينجح حتى لو حاول صانعه تقديمه للعالم بشكل مصطنع".
السينما العربية بعد كورونا والفرصة الفلسطينية
وشرح حفظي أن السوق الأوروبي أصبح أكثر حذرا بعد جائحة كورونا ما حد من الجرأة في عرض الأفلام غير التجارية أو غير الناطقة بالإنجليزية لكنه لفت إلى أن العام الجاري شهد استفادة السينما العربية خصوصا الأفلام المرتبطة بالقضية الفلسطينية التي حققت انتشارا عالميا ونجاحات ملحوظة في دور العرض الأوروبية.
وقال:"في أفلام عربية كانت متصدرة شباك التذاكر في ألمانيا ودول أخرى وده إنجاز مهم".
أهمية القصص الإنسانية العميقة
وأكد حفظي أن الأفلام العربية الناجحة عالميا تبدأ من عمق قصصها الإنسانية:"التحدي القادم لصناع السينما هو تقديم فيلم يحمل موضوعا اجتماعيا محليا لكنه قادر على أن يصبح حديث العالم، صياغة قصص إنسانية عميقة ومنتمية لواقعها هي الطريق لتحقيق تأثير واسع".
كما شدد على أن نجاح الفيلم الحقيقي يقاس بقدرته على الاستمرار والتأثير وليس بمجرد المشاركة في المهرجانات، موضحا أن المهرجانات مهمة لتسليط الضوء على الأعمال لكنها ليست الهدف الأساسي.
تعزيز الصناعة العربية
تطرقت الجلسة أيضا إلى أهمية الموجة الجديدة من السرد العربي التي يقودها مخرجون ومنتجون يسعون لتقديم أعمال قادرة على المنافسة عالميا دون التفريط في خصوصيتها المحلية، إلى جانب مناقشة تحديات التعاون الدولي والإقليمي وبناء شراكات تعزز استقلال المحتوى السينمائي العربي وتوسيع نطاقه.
تأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة اللقاءات المهنية التي ينظمها المهرجان لدعم الصناعة العربية وتبادل الخبرات وإتاحة الفرصة أمام صناع الأفلام للحوار حول مستقبل السينما في المنطقة وفرصها في المشهد الدولي، ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما، التي أصبحت منصة رئيسية لتطوير المشاريع والمواهب السينمائية العربية والأفريقية.
مهرجان القاهرة السينمائي
يشار الى أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعد من أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا وهو الوحيد في المنطقة الحاصل على تصنيف الفئة "A" من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) في باريس، مما يضعه ضمن الصف الأول للمهرجانات السينمائية العالمية.
تأسس المهرجان عام 1976 ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ليبقى منصة رائدة تحتفي بالإبداع وتفتح نوافذ جديدة على السينما من مختلف أنحاء العالم.