هل من الآمن تركيب اللولب أثناء الولادة؟.. الدكتور حسن جعفر يجيب
يُعد اللولب من أكثر وسائل منع الحمل فعالية وشيوعًا، وتلجأ إليه الكثير من النساء بعد الولادة مباشرة لتجنب حدوث حمل قريب، ورغم أنّ تركيب اللولب فور الولادة سواءً بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية مسموح طبيًا في بعض المراكز الصحية، إلا أنّه ليس الخيار المفضل لدى كثير من الأطباء لعدة أسباب تتعلق بسلامة المرأة وفعالية الوسيلة.
وفي هذا السياق حذر الدكتور حسن جعفر، أستاذ أمراض النساء والتوليد، واستشاري طب الجنين، من تركيب اللولب بعد الولادة مباشرة، وذلك لعدة أسباب، وتشمل:
1. الرحم لا يكون في وضعه الطبيعي بعد الولادة
بعد الولادة، يكون الرحم أكبر حجمًا من الطبيعي، ومرتخيًا، فضلا عن أنه يكون في طور العودة التدريجية لوضعه الطبيعي.
وهذا التحول يستغرق حوالي 6 أسابيع، وهي المدة التي ينكمش فيها الرحم تدريجيًا ليعود إلى حجمه وشكله الطبيعيين.
وبالتالي عند تركيب اللولب والرحم غير مستقر، يزداد احتمال تحرك اللولب من مكانه الصحيح، كما قد يحدث طرد تلقائي للولب خارج الرحم نتيجة الحركة والانقباضات الطبيعية، مما يؤدي لانخفاض فعاليته واحتمالية حدوث حمل غير مقصود.
وبالتالي، حتى لو تم تركيبه بشكل صحيح، فإن احتمال عدم ثباته يظل مرتفعًا مقارنة بالتركيب بعد مرور 40 يومًا.
2. ارتفاع احتمال الإصابة بالنزيف
الرحم بعد الولادة يكون حساسًا، ومليئًا بالأوعية الدموية المفتوحة، وفي مرحلة التئام وتوقف للنزيف التدريجي الطبيعي.
وبالتالي تركيب اللولب في هذه الفترة قد يؤدي إلى زيادة النزيف، وتأخير توقف دم النفاس، أو حدوث نزف غير طبيعي بسبب الاحتكاك داخل الرحم، وهذا من أبرز الأسباب التي تجعل كثيرًا من الأطباء يتجنبون هذا الإجراء فور الولادة.
3. زيادة خطر الالتهابات
بعد الولادة يكون الجهاز التناسلي مفتوحًا نسبيًا، وفي حالة تعافٍ، كما يكون أقل قدرة على مقاومة البكتيريا، ولذلك فإن إدخال أداة مثل اللولب قد يرفع احتمال حدوث عدوى بكتيرية أو التهابات في بطانة الرحم، مما قد يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية أو حتى إزالة اللولب
4. صعوبة تقييم الوضع الداخلي للرحم مباشرة بعد الولادة
يحتاج تركيب اللولب إلى معرفة دقيقة بعمق الرحم، وتقييم جيد لموضع عنق الرحم، والتأكد من شكل تجويف الرحم، أما بعد الولادة مباشرة تكون هذه الأمور صعبة:
- العنق يكون أكثر اتساعًا
- حجم الرحم متغير
- بطانة الرحم غير مستقرة
وكل هذا يزيد من احتمالات التركيب غير الدقيق أو تحرك اللولب لاحقًا.
متى يُفضّل تركيب اللولب؟
الوقت الأنسب والأفضل هو بعد مرور 40 يومًا من الولادة أو بشكل أدق بعد عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي بالكامل، وخلال هذه الفترة يكون:
- الرحم قد انكمش إلى حجمه المعتاد
- العنق عاد لوضعه الطبيعي
- انتهى نزيف النفاس
- قل خطر الالتهابات بشكل كبير
وبالتالي يصبح تركيب اللولب أكثر أمانًا وأعلى فعالية، مع احتمالات ضعيفة جدًا للتحرك أو الطرد.
اقرأ أيضًا: بعد جدل “كارثة طبيعية”.. هل اللولب مناسب لمنع الحمل في بداية الزواج؟