كيف يؤثر فقدان الوزن على صحة بشرتك وشعرك؟
يؤدي فقدان الوزن إلى تغيّرات واسعة في الجسم تشمل الهرمونات، ومستويات الالتهاب، وصحة البشرة، ودورة نمو الشعر، ويُعد الالتهاب أحد العناصر المركزية في هذه العملية، إذ يرتبط غالبًا بأنماط الحياة غير الصحية. ويسهم اتباع نمط حياة مضاد للالتهابات، يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الجيد، وتناول غذاء غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، في دعم صحة الجلد والشعر وتعزيز قدرتهما على التوازن والاستشفاء.
التأثير على الجلد
يتأثر الجلد بفقدان الوزن بناءً على عدة عوامل، من بينها كيفية فقدانه وسرعته وكمية الدهون التي تمت إزالتها من الجسم. ويمكن لفقدان الوزن الصحي أن يساهم في تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهابات وتحقيق توازن هرموني أفضل، مما ينعكس على البشرة بوضوح من خلال زيادة الإشراق وتحسن النقاء.
ومع تحسن الصحة الأيضية، غالبًا ما ينخفض ظهور حب الشباب والانتفاخات، إلى جانب التطور الإيجابي في مؤشرات صحية أخرى مثل ضغط الدم وحساسية الأنسولين وأنماط الدهون في الدم. ويقل العبء الالتهابي على الجلد تدريجيًا، مما يساعد في تقليل العلامات الجلدية وتحسين مظهر المناطق الداكنة مثل تلك التي تظهر أحيانًا حول الرقبة.
في المقابل، قد يسبب فقدان الوزن السريع أو الكبير ترهلًا في الجلد وفقدانًا في الحجم، نظرًا لعدم قدرة ألياف الكولاجين والإيلاستين على مواكبة الانخفاض المفاجئ في الدهون. ويؤدي ذلك إلى ظهور ترهل أو تجاعيد ملحوظة في الوجه والرقبة والذراعين. كما تساهم الحميات القاسية في تقليل تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية، مما ينعكس على البشرة بجفاف وبهتان وضعف في القدرة على التعافي.
التأثير على الشعر
ترتبط صحة الشعر بشكل مباشر بالتغذية السليمة والتوازن الهرموني. وعند فقدان الوزن بشكل تدريجي وصحي، تتحسن الدورة الدموية في فروة الرأس وتنخفض المشكلات المرتبطة بالالتهابات. إلا أن فقدان الوزن السريع أو الناتج عن تقييد مفرط للسعرات الحرارية قد يفسره الجسم كحالة إجهاد، مما يؤدي إلى تحويل الطاقة إلى دعم الأعضاء الحيوية على حساب نمو الشعر.
تظهر في هذه المرحلة حالة تعرف بتساقط الشعر الكربي، وهي حالة مؤقتة قد تستمر لعدة أشهر، وترتبط عادة بنقص البروتين والحديد والزنك وفيتامينات مجموعة ب. ومع تقليل السعرات، ينخفض تلقائيًا مستوى العناصر الغذائية المتاحة للجسم، مما يؤدي إلى زيادة ضعف الشعر وسهولة تكسره وتساقطه.
أفضل طرق التعامل مع التأثيرات
أولاً: العناية بالجلد
تُعد آليات تحفيز الكولاجين من أهم طرق تحسين مظهر الجلد بعد فقدان الوزن. وتشمل هذه الآليات العلاجات مثل الوخز بالإبر الدقيقة، والليزر الموجه، والترددات الراديوية، والتي تسهم في شد الجلد وتحسين بنيته. كما يساعد استخدام المنتجات الموضعية المحتوية على الريتينويدات والببتيدات وفيتامين سي في دعم إنتاج الكولاجين وتعزيز عمليات الإصلاح الطبيعية. ويُفضل الحفاظ على ترطيب الجلد باستخدام مرطبات غنية بالسيراميد، بالإضافة إلى تناول غذاء يحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية.
ثانيًا: العناية بالشعر
يُعد الحصول على كمية كافية من البروتين أمرًا أساسيًا، بمعدل يقارب جرامًا واحدًا لكل كيلوجرام من وزن الجسم. كما يمكن دعم الجسم بمكملات الحديد والزنك وفيتامين د عند الحاجة وبعد استشارة مختص. وتساعد منتجات فروة الرأس التي تحتوي على الببتيدات أو مينوكسيديل بتركيز 5% في تعزيز نمو الشعر عند استخدامها بانتظام مع تدليك لطيف لتحسين الامتصاص والدورة الدموية.
ويُفضل تجنب التسريحات القاسية والعلاجات الكيميائية خلال مراحل تساقط الشعر لتقليل التكسر. ويمكن أن تدعم بعض العلاجات السريرية، مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية، عملية تجديد الشعر عند دمجها مع العناية اليومية المناسبة.
نصائح للحفاظ على صحة البشرة والشعر أثناء فقدان الوزن
يفضل فقدان الوزن تدريجيًا بمعدل يتراوح بين 0.5 و1 كيلوجرام أسبوعيًا لمنح الجسم الوقت الكافي للتكيف وتجنب الآثار الجانبية على الشعر والجلد. وتساعد المحافظة على الكتلة العضلية من خلال تمارين القوة، بالإضافة إلى إدارة التوتر والنوم الجيد، في دعم التعافي الطبيعي للجلد والشعر.
ويمكن أن تسهم العلاجات السريرية مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية في تجديد البشرة وتعزيز نمو الشعر لدى من يحتاجون إلى دعم إضافي. وفي حال ظهور تساقط شديد للشعر أو ترهل واضح للجلد أو أعراض نقص التغذية مثل الإرهاق وهشاشة الأظافر، يجب التوجه للاستشارة الطبية، حيث يمكن تشخيص نقص الكولاجين أو الاختلالات الهرمونية أو الأيضية وعلاجها بشكل مبكر لضمان أن تكون التغيرات قابلة للعكس.