ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

دراسة: زيادة عدد الخطوات اليومية قد تبطئ التدهور الإدراكي للمعرضين لخطر الزهايمر

المشي
المشي

كشفت دراسة حديثة أن زيادة النشاط البدني اليومي، حتى بمستويات بسيطة،  قد تُسهم في إبطاء التدهور الإدراكي لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر. وتشير النتائج إلى أن المشي بانتظام قد يكون وسيلة فعّالة وبسيطة للحفاظ على صحة الدماغ.

اعتمد الباحثون على بيانات نحو 300 شخص تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عامًا، أظهرت فحوصات أدمغتهم مؤشرات بيولوجية مبكرة لمرض الزهايمر، مثل تراكم بروتيني بيتا أميلويد وتاو. في بداية الدراسة، ارتدى المشاركون أجهزة لقياس عدد الخطوات اليومية لمدة تتراوح بين أربعة إلى سبعة أيام، ولم يكن أي منهم يعاني من ضعف إدراكي في ذلك الوقت.

خلال فترة متابعة استمرت 14 عامًا، أُجريت للمشاركين اختبارات إدراكية وتصوير دماغي دوري لتتبع التغيرات العصبية المرتبطة بالمرض.

نتائج الدراسة

أظهرت النتائج أن النشاط البدني المنتظم ارتبط بتباطؤ تراكم بروتين تاو في الدماغ، وهو أحد المؤشرات الأساسية لظهور أعراض الزهايمر. كما وُجد أن الأشخاص الأكثر نشاطًا بدنيًا أظهروا انخفاضًا واضحًا في معدلات التدهور الإدراكي مقارنةً بغير النشطين.

من يمشون 3000 إلى 5000 خطوة يوميًا تأخر لديهم التدهور الإدراكي بنحو ثلاث سنوات في المتوسط.

من يمشون 5000 إلى 7500 خطوة يوميًا شهدوا تأخرًا بمقدار سبع سنوات تقريبًا.

المشي بأكثر من 7500 خطوة يوميًا لم يُظهر فائدة إضافية في تباطؤ التدهور الإدراكي.

كما أظهرت الدراسة أن الأفراد قليلي الحركة، الذين يمشون أقل من 3000 خطوة يوميًا، أظهروا تراكمًا أسرع لبروتين تاو وتدهورًا أكبر في الأداء الإدراكي اليومي.

تفسيرات ودلالات

تشير التحليلات إلى أن تأثير المشي المنتظم لا يرتبط بتغيرات في بروتين الأميلويد، بل بتراكم أبطأ لبروتين تاو المسؤول بدرجة أكبر عن الأعراض الإدراكية للزهايمر. ويُعتقد أن الحركة اليومية المعتدلة تساعد في تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الالتهابات العصبية، مما قد يفسر الفوائد الوقائية الملحوظة.

ومع أن الدراسة لم تثبت علاقة سببية مباشرة، فإنها تؤكد وجود ارتباط قوي بين النشاط البدني المعتدل وصحة الدماغ. كما لفت الباحثون إلى أن الهدف ليس بالضرورة تحقيق عدد كبير من الخطوات، بل الحفاظ على نمط نشاط يومي منتظم ومستدام.

الخطوات العملية لتحسين الصحة الإدراكية

يوصي الخبراء باتباع استراتيجيات بسيطة لزيادة النشاط اليومي، مثل الوقوف والمشي لفترات قصيرة خلال اليوم، استخدام السلالم بدلاً من المصعد، أو المشي لمسافات أطول قليلًا خلال التنقلات اليومية. كما يمكن أن تسهم تمارين القوة والتوازن في دعم الفوائد الإدراكية المرتبطة بالمشي.

ويؤكد الباحثون أن هناك حاجة لإجراء تجارب سريرية مستقبلية لتحديد بدقة مدى تأثير عدد الخطوات ونوع النشاط البدني على الوقاية من التدهور الإدراكي ومرض الزهايمر.

تم نسخ الرابط