آدم بكري: أصبت بجمود بعد فيلم "عمر".. ولم أكن جاهزا للنجاح المبكر
تحدث الفنان الفلسطيني آدم بكري خلال ندوته ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن مرحلة الجمود الفني التي عاشها بعد النجاح الكبير لفيلمه الشهير "عمر"" ، مؤكدًا أنه لم يكن مستعدًا نفسيًا لتحقيق حلمه في سن مبكرة رغم أن التجربة كانت نقطة تحول مهمة في مسيرته.
وقال آدم بكري: “أصبت بجمود كبير بعد فيلم (عمر) لسنوات، ولم أستطع حتى الآن معرفة السبب بدقة لكن تحليلي هو أنني كنت صغيرا في السن وحققت حلمي بسرعة، ولم أكن جاهزًا نفسيًا وقتها، ومع ذلك أنا ممتن جدًا لهذه التجربة لأنها ساعدتني أعي ما أريده في وقت مبكر”.


وأضاف: “كل هذه المعاناة لا تعني شيئًا مقارنة بما يمر به أي شخص فلسطيني الآن، ويجب على الشباب أن يفهم نفسه جيدًا قبل أن ينطلق في أي طريق”.
بكري: وكيلة أعمالي حاولت أن تُبعدني عن هويتي العربية
وكشف بكري أن تأخر مشاركاته في الأعمال العربية بعد فيلم "عمر" كان بسبب وكيلة أعماله السابقة، موضحًا: “سبب تأخري في العمل بالعالم العربي كان وكيلة أعمالي لأنها كانت ترى أن الأعمال التي تُعرض عليّ غير مهمة، كما حاولت أن تُبعدني عن كوني عربي من خلال تغيير شكلي”.
وأشار إلى أن مشاركته في مسلسل "بوابة الجحيم" جاءت صدفة بعد مكالمة من والده، واصفًا التجربة بأنها صعبة ومميزة في الوقت نفسه: “شخصيتي في (بوابة الجحيم) كانت صعبة جدًا بسبب مشاهد الأكشن الكثيرة لكنها تجربة غنية لأنها كانت السبب في تعرفي على زوجتي سينتيا، وأيضًا السبب في انتقالي للعيش في دبي رغم أنني أفضل نيويورك”.
“مصر بتجنن”.. وحلمي المشاركة في الدراما المصرية
عبّر الفنان الفلسطيني عن إعجابه الكبير بمصر، قائلًا: “مصر حتى الآن بتجنن، وعندي رغبة أعمل حاجات كتير فيها، ونفسي أزور الأهرامات والمتحف المصري الكبير والقديم”.
وأضاف أنه يستعد للمشاركة في عمل مصري جديد، موضحًا: “جيت مصر للمشاركة في مسلسل مصري هيُعرض في رمضان، ودي تجربة متحمس ليها جدًا لأنني حابب أكون جزء من الدراما المصرية اللي ليها تأثير كبير في العالم العربي”.
آدم بكري: “أصبت بتوتر كبير عند العمل مع كيرا نايتلي”
وتحدث بكري عن كواليس تعاونه مع النجمة العالمية كيرا نايتلي في فيلم Official Secrets، موضحًا:"أصبت بتوتر كبير عند العمل مع كيرا نايتلي لأنها ممثلة مهنية جدًا، وكنت من المعجبين بها منذ زمن ، الشخصية التي قدمتها كانت لمسلم إرهابي، وكان من الصعب رفض الدور بسبب قوة القصة لكن بعد (عمر) قررت أبتعد عن هذا النوع من الأدوار".
“حي”.. شخصية ولدت من الألم والأمل
وكشف بكري عن شخصية فنية ابتكرها منذ سنوات تحمل اسم "حي"، قائلاً:"حي هي شخصية حلمت بها وتذكرتها بعد خمس سنوات خلال تجربة صعبة مررت بها ما زلت أطور الشخصية لأنها تمثل بالنسبة لي بداية جديدة".
وأوضح أن مصدر إلهامه يأتي من التجارب الإنسانية وليس من موهبة الرسم أو الكتابة، مضيفًا:"ما بعرف أرسم باحتراف لكن تجاربي والناس اللي أقابلها هي اللي بتلهمني، القراءة بالنسبة لي نبع الحياة لأنها تخليني أتعلم من تجارب الآخرين".
“ذهلت بعالم موراكامي.. وتعلمت الصبر من الشطرنج”
تحدث بكري عن شغفه بالكاتب الياباني هاروكي موراكامي قائلاً:"ذهلت بعالم موراكامي طريقته في بناء العوالم الإنسانية مدهشة جدًا، وأنا حاليًا بتعلم الشطرنج لأنها علمتني التفكير بشكل مختلف والصبر".
عن الصوفية وغزة والوعي العالمي الجديد
أكد بكري أنه لا يصنف نفسه كصوفي لكنه تعلم الكثير من الفلسفة الصوفية، موضحًا: “تعرفت على مجموعة تؤمن أن لكل إنسان آياته الخاصة في القرآن، والبيت بالنسبة لي مش مكان جغرافي بل شعور بالسكينة والانتماء”.
وتحدث عن تأثير ما يحدث في غزة على وعي العالم، قائلاً:"أشعر أن غزة جلبت وعيًا جديدًا للعالم كله، وهذا انعكس على الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية ، فيلمنا الجديد All That’s Left الذي أنتجه مارك رافالو وخافيير بارديم سيمثل الأردن في الأوسكار، وهو بالنسبة لي فيلم عائلي وإنساني جدًا لأنه يجمعني بوالدي وأخي".
“زياد الرحباني وفيروز يمثلان دمي”
واختتم بكري حديثه مؤكدًا أن زياد الرحباني و فيروز شكلا جزءًا من وجدانه الفني والإنساني، قائلاً:"زياد الرحباني وفيروز يمثلان دمي، وأشعر أنني أرى العالم بشكل مختلف بسببهما دائمًا أبحث عن الأشخاص اللي يضيفوا لي فنيًا وإنسانيًا".
كما عبّر عن حلمه المزدوج قائلاً: “على المستوى الوطني بحلم بانتهاء معاناة الشعب الفلسطيني، أما على المستوى الشخصي فأحلم بتقديم أعمال فنية مؤثرة ومتحمس جدًا لتجربتي في الدراما المصرية”.