تامر السعيد: ترميم الأفلام ليس حفظًا للتراث فقط بل إحياء له بروح الحاضر

أكد المخرج وصانع الأفلام تامر السعيد خلال مشاركته في فعاليات الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في جلسة نقاشية بعنوان "الترميم الرقمي وإحياء التراث البصري للسينما العربية"، أن ترميم الأفلام لا يقتصر على حفظ التراث السينمائي فقط، بل يُعد وسيلة لإعادة إحياء هذا التراث بصورة تواكب الحاضر وتمنحه حياة جديدة.

وأوضح السعيد أن عملية الترميم لا ينبغي أن تُختزل في بعدها التقني فقط، قائلاً:"مش بس بنستخدم التكنولوجيا في الترميم لكن بنحافظ على إنتاج الفيلم في وقته الحقيقي عشان يفضل يعكس اللحظة اللي اتعمل فيها ويجسد جمالياتها".

وأضاف أن أهم التحديات التي تواجه المرممين هي غياب المراجع التقنية الخاصة بالفترات الزمنية القديمة، قائلاً:"أحيانًا بيكون صعب جدًا نرجع نفس الإحساس لأن التكنولوجيا اللي كانت موجودة وقتها ما بقتش موجودة، وبنحاول نحافظ على شكل الفيلم وروحه الأصلية".

ترميم 4 أفلام ليوسف شاهين بينها "العصفور" للمرة الأولى

وكشف تامر السعيد خلال الندوة أنهم يعملون حاليًا على ترميم أربعة أفلام للمخرج العالمي يوسف شاهين، وهي: “حدوتة مصرية، إسكندرية ليه، العصفور، عودة الابن الضال”، مشيرًا إلى أن فيلم “العصفور” يُرمم لأول مرة ضمن هذا المشروع.

وأوضح أن الترميم يتم بالتعاون مع لجنة مصر العالمية، وأن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على ترميم الأعمال السينمائية المهمة والتاريخية في المنطقة العربية لما تمثله من قيمة ثقافية وبصرية تستحق الحفاظ عليها وإعادة تقديمها للأجيال الجديدة.

جلسة "إحياء التراث البصري" تستعرض جهود حفظ الذاكرة السينمائية

شارك في الجلسة إلى جانب تامر السعيد كل من حسين فهمي رئيس المهرجان، و أوسين الصواف، و شتيفاني شولت شتراتهاوس فيما أدارت الحوار المخرجة ماجي مرجان.

وتناولت الندوة أهمية حفظ التراث السينمائي العربي من خلال تقنيات الترميم الرقمي الحديثة، وكيفية إحياء الأفلام القديمة وصونها من التلف والاندثار بالإضافة إلى دور المؤسسات الثقافية والإنتاجية في دعم مشاريع الأرشفة الرقمية، وتطوير الوعي بأهمية الحفاظ على الذاكرة البصرية للسينما العربية.

مهرجان القاهرة السينمائي يستمر في تقديم تجربة فنية عالمية

يُذكر أن الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تُقام في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر الجاري، وتشهد مشاركة 150 فيلمًا من مختلف أنحاء العالم تتوزع على 11 مسابقة وبرنامجًا متنوعًا، من بينها: المسابقة الدولية، وآفاق السينما العربية، وبرنامج كلاسيكيات القاهرة، إلى جانب برنامج خاص للأفلام المصرية المرممة الذي يُبرز جهود الحفاظ على التراث السينمائي المصري.