فؤاد سراكيس لبرنامج الستات :كل اطلالات المتحف المصري صنعت بالكامل في مصر
في لقاء تلفزيوني لافت، حلّ المصمم اللبناني العالمي فؤاد سركيس ضيفاً على برنامج “الستات” الذي يُعرض على قناة النهار المصرية، حيث تحدث بصراحة وشغف عن فلسفته في التصميم، وعن التجربة الاستثنائية التي خاضها مؤخرًا خلال مشاركته في تصميم أزياء افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو المشروع الثقافي الأضخم في الشرق الأوسط. اللقاء جاء ثريًا بالأفكار والرؤى التي تجمع بين الإبداع الفني والحس التراثي، ليعكس رؤية سركيس في جعل الموضة لغة تتحدث عن التاريخ بلغة العصر.
منذ اللحظة الأولى، خطف سركيس الأنظار بأناقته وحضوره الهادئ، قبل أن يبدأ حديثه عن تفاصيل تصميماته التي استوحاها من الحضارة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أنه قضى وقتًا طويلًا في دراسة النقوش والرموز الفرعونية ليستلهم منها خطوطًا وزخارف جديدة تدمج بين الأصالة والابتكار. وأكد أن الهدف لم يكن إعادة إنتاج التراث بشكل مباشر، بل تحويل الرموز إلى تفاصيل فنية تحمل روح مصر القديمة، دون أن تفقد الحداثة حضورها.
وفي حديثه مع برنامج “الستات” على قناة النهار، كشف المصمم اللبناني فؤاد سركيس عن جانب مهم من كواليس تصميم أزياء حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكداً بفخر أن جميع الإطلالات التي قُدِّمت في الحدث صُنعت بالكامل داخل مصر ، من الفكرة إلى التنفيذ. وأوضح أن هذه الخطوة لم تكن مجرد قرار فني، بل رسالة تقدير لخبرات الأيادي المصرية التي تمتلك كفاءة عالمية في الخياطة، التطريز، وتنفيذ أدق التفاصيل. وانه قد حصل على جميع الأقمشة والخامات من الازهر والموسكي وأضاف سركيس أن اختياره التعاون مع فرق عمل مصرية جاء إيمانًا منه بقدرتها على تحويل الرؤية الإبداعية إلى واقع مدهش يعكس عراقة الحضارة المصرية بلمسة عصرية راقية
وخلال الحوار، تطرّق المصمم إلى نظرته الخاصة للمرأة العربية، معتبرًا أنها باتت أكثر وعيًا بذاتها وبأناقتها، وتبحث عن إطلالة تعبّر عن شخصيتها لا عن الموضة العابرة. وأضاف أن تصاميمه تسعى إلى تمكين المرأة من خلال الأناقة، لأن “الفستان الجيد”، على حدّ قوله، “ليس مجرد قطعة قماش، بل وسيلة تمنح المرأة ثقة وجاذبية تعكس قوتها الداخلية”. كما كشف عن التحديات التي تواجه مصمم الأزياء في عالم سريع التغيّر، مؤكدًا أن الاستمرار في القمة يتطلب شغفًا حقيقيًا ودراسة دقيقة لكل تفصيل في عالم الموضة.وعن وطنه لبنان اضاف ان الوضع هناك غير مستقر لفتح مجال عمل وانه قرر بشكل مؤقت الاستقرار في تركيا وقريبا سيفتتح مقر خاص به في مصر.
وعن بداياته اضاف انه بدأ في الانتشار بعد عمله مع النجمة شريهان وعن النجمة التي يحب اختيارتها وذوقها قال سركيس انه يحب اختيارات النجمة إليسا ويعجب دائما بذوقها الرفيع.
وفي ختام اللقاء، عبّر سركيس عن امتنانه لمصر التي اعتبرها “منجم الإلهام الأول”، مشيدًا بجمهورها الذوّاق ومصمميها الشباب الذين يسعون لإعادة صياغة هوية الموضة العربية. وأكد أن طموحه المستقبلي هو إقامة عرض أزياء عالمي في المتحف المصري الكبير، ليكون حدثًا يجمع بين التاريخ والخيال المعاصر تحت سقف واحد.
لقاء فؤاد سركيس مع “الستات” لم يكن مجرد حوار عابر في برنامج تلفزيوني، بل رسالة فنية مفادها أن الموضة يمكن أن تكون فعلًا ثقافيًا، وحوارًا بين الأجيال، وجسرًا يصل بين الماضي والمستقبل. سركيس، بخبرته ورؤيته، يثبت من جديد أن التصميم ليس رفاهية، بل شكل من أشكال التعبير الإنساني الذي يكرّس الهوية ويحتفي بالجمال.

