الرياض تحتضن البطولة العربية للجولف 50 عام من التألق والإرث الرياضي

في مشهد يعكس عراقة الرياضة العربية وتطورها شهدت العاصمة السعودية الرياض انطلاق فعاليات البطولة العربية للجولف للرجال والرواد المقدمة برعاية البنك العربي الوطني استضاف نادي الرياض للجولف هذا الحدث الاستثنائي الذي يجمع نخبة لاعبي الجولف من 13 دولة عربية في إطار احتفالات مرور خمسين عام على انطلاق أول بطولة عربية للجولف (1975–2025).

حفل الافتتاح جاء ليجسد نصف قرن من الإنجازات والعطاء في عالم الجولف العربي ولم يكن اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة هذه البطولة محض صدفة بل كان تأكيد على دورها الريادي في تعزيز الرياضة الإقليمية والدولية تأتي هذه النسخة لتبرز مكانة الرياض كعاصمة للجولف العربي ووجهة رياضية عالمية بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030.

وفي كلمته خلال الحفل أشاد نائب الرئيس العربي للجولف عبدالعزيز الملا، بجهود الاتحاد السعودي للجولف في تنظيم واستضافة هذا المحفل العربي الكبير وقال "نحتفي اليوم بوحدة العرب وأخوتهم تحت راية الرياضة ونؤكد فخرنا بالإنجازات التي حققتها هذه البطولة على مدى نصف قرن" كما قدم شكره للاتحاد السعودي على التنظيم المتميز، متمنيًا التوفيق لجميع المشاركين في سعيهم نحو القمة.

من جانبه أكد المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للجولف نوح علي رضا أن هذه البطولة ليست مجرد حدث رياضي بل هي إرث عربي عريق يعكس التعاون المشترك بين الاتحادات العربية وأشار إلى الدعم الكامل الذي يقدمه رئيس الاتحادين العربي والسعودي للجولف، ياسر الرميان، لتطوير اللعبة في المنطقة وقال رضا "نؤمن بأن الرياضة، وخاصة الجولف، تمثل لغةً عالميةً تجمع الشعوب وتقوي الروابط الثقافية".

وأضاف أن هذه النسخة تشكل نقطة تحول في مسيرة الأبطال العرب حيث ستكون بوابة لتأهلهم إلى بطولة السعودية الدولية للجولف المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة والتي ستقام الأسبوع المقبل ضمن فعاليات موسم الرياض هذا التداخل بين الرياضة والترفيه يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للرياضة والفعاليات الكبرى.

شهد الحفل افتتاح معرض خاص بالاتحاد العربي للجولف بمناسبة مرور خمسة عقود على انطلاق البطولة الأولى استعرض المعرض صورًا ووثائق نادرة تروي قصة تطور اللعبة في العالم العربي وتسلط الضوء على الشخصيات التي أسهمت في بناء هذه الرياضة ونشرها كان المعرض بمثابة رحلة عبر الزمن تعيد للأذهان الجهود الكبيرة التي بذلت لجعل الجولف رياضة شعبية في المنطقة.

اختتم الحفل بفقرة العرضة السعودية التي أضفت لمسة وطنيةً أصيلة على الأجواء الاحتفالية كانت هذه الفقرة تعبير عن الانتماء والفخر حيث امتزج التراث العربي الأصيل مع روح الرياضة الحديثة تفاعل الجمهور مع العرض بشغف ليؤكد أن الرياضة ليست مجرد لعبة بل وسيلة لتوحيد الشعوب وتعزيز الهوية الثقافية.

تضم البطولة منتخبات من 13 دولة عربية هي المغرب، مصر، الإمارات، تونس، لبنان، ليبيا، البحرين، عمان، قطر، الكويت، العراق، فلسطين، والمملكة العربية السعودية يتنافس المشاركون في أجواء من الأخوة والاحترام المتبادل مما يجعل البطولة منصة مثالية لاكتشاف المواهب الجديدة وتعزيز الروابط بين الدول العربية.

تعد هذه البطولة خطوة مهمة نحو تحقيق طموحات أوسع لتطوير رياضة الجولف في المنطقة ومع استمرار المملكة في الاستثمار في البنية التحتية الرياضية وتنظيم الفعاليات الكبرى يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لجعل الجولف رياضة شعبية في العالم العربي.