ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

“تقشير الفينول”.. العلاج التجميلي الأخطر في عالم الجلدية: هل يستحق المجازفة؟

تقشير الفينول
تقشير الفينول

بينما تتسابق التقنيات الحديثة لتقديم حلول تجميلية فعالة وآمنة، يبقى “تقشير الفينول” أحد أكثر الإجراءات الجلدية إثارة للجدل. فهو من جهة يُعتبر العلاج الكيميائي الأقوى والأكثر فاعلية في تجديد البشرة بعمق مذهل، ومن جهة أخرى يحمل معه مخاطر طبية جدّية لا يمكن تجاهلها. وبين الرغبة في بشرة شابة خالية من التجاعيد، والخوف من الأعراض الجانبية، يطرح هذا التقشير سؤالاً محورياً: هل يستحق المخاطرة؟

بحسب اطباء الأمراض الجلدية والتجميل ، فإن تقشير الفينول هو “أقوى أشكال التقشير الكيميائي”، إذ يخترق طبقات الجلد العميقة وصولاً إلى الأدمة، ليحفز تجدد الخلايا وإنتاج الكولاجين بشكل كامل. وتصفه بأنه بمثابة “إعادة ضبط بنية الجلد”، لكنه يتطلب إشرافاً طبياً صارماً لما يسببه من تفاعل كيميائي قوي قد يؤثر على أعضاء الجسم إن لم يُستخدم بدقة.

أما بعض اطباء الجلدية الأخرين فيوضحون أن هذا النوع من التقشير يُستخدم لعلاج التجاعيد العميقة، والتصبغات الشديدة، وأضرار أشعة الشمس المتقدمة، مؤكدة أنه يمنح نتائج قد تدوم حتى 10 سنوات دون الحاجة إلى جلسات صيانة إضافية. ومع ذلك، فإن فترة التعافي تمتد من أسبوعين إلى عدة أشهر، تتخللها مراحل من الاحمرار والتورم والتقشر الكثيف.

ورغم نتائجه الدراماتيكية، فإن هذا التقشير لا يناسب جميع أنواع البشرة، إذ يُوصى به فقط لأصحاب البشرة الفاتحة (الدرجات I–II وفق تصنيف فيتزباتريك)، فيما يُحظر على أصحاب البشرة الداكنة أو من يعانون من أمراض القلب والكبد والكلى، أو غير القادرين على الالتزام بفترة نقاهة طويلة.

ويؤكد الأطباء أن الفينول ليس مكوّناً تجميلياً بل مادة طبية عالية السمية، وأي خطأ في التركيز أو مدة التطبيق قد يؤدي إلى تلف دائم في الأنسجة، أو تصبغات أو حتى تسمم جهازي. لذلك يُحظر استخدامه في المنزل، ويُطبق فقط في العيادات الطبية المرخصة وتحت التخدير ومراقبة القلب.

وفي المقابل، يشير الخبراء إلى أن التطور العلمي أوجد بدائل أكثر أماناً وأقل ألماً، مثل التقشير الحيوي المحفز لإنتاج الكولاجين وتقنيات الليزر المتقدمة، والتي تمنح نتائج مماثلة دون التعرض لمخاطر الفينول. 

وختاما يبدو أن “تقشير الفينول” هو سيف ذو حدين؛ علاج يمنح تحولاً جمالياً جذرياً لكنه محاط بمخاطر طبية حقيقية. ومع تقدم التكنولوجيا الطبية، لم يعد الخيار بين الجمال والأمان مطروحاً  فالعصر الجديد من العلاجات الجلدية يقدم معادلة أكثر توازناً: نتائج مذهلة بوسائل آمنة. لذلك، ورغم سحر نتائجه، يبقى الفينول خياراً استثنائياً لا يُنصح به إلا للحالات الخاصة وتحت إشراف طبي متخصص.

 

 

تم نسخ الرابط