ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

مصر تفتح بوابة الحضارة من جديد.. العالم يحتفي بافتتاح المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

في مشهد طال انتظاره لسنوات طويلة، تتجه أنظار العالم إلى القاهرة التي تعيد اليوم كتابة التاريخ بمداد من حضارة خالدة، مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، أضخم وأهم مشروع ثقافي وأثري في القرن الحادي والعشرين، ليصبح بوابة جديدة تطل منها الإنسانية على عظمة الفراعنة وسحر الحضارة المصرية القديمة.

منذ إعلان موعد الافتتاح، تصدر اسم المتحف قوائم البحث في "جوجل"، وتحول إلى تريند عالمي، بينما امتلأت المنصات الاجتماعية بصور ورسائل فخر من مختلف دول العالم، احتفاءً بمصر التي لا تزال تبهر الجميع بقدرتها على وصل الماضي بالمستقبل في مشهد أسطوري لن يُنسى.

أكبر متحف أثري في العالم.. ورسالة حضارية خالدة

يقع المتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، وبتكلفة تجاوزت مليار دولار ليضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق فصول التاريخ المصري القديم منذ عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.


ويعرض المتحف لأول مرة مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة التي تضم أكثر من 5,000 قطعة أثرية، إلى جانب تماثيل الملوك العملاقة، ومراكب الشمس، وتيجان الملوك، في عرض يوظف أحدث تقنيات الإضاءة والعرض التفاعلي.

ويُعد هذا الصرح المعماري تحفة فنية بحد ذاته، إذ صممته شركة Heneghan Peng Architects الأيرلندية بعد فوزها في مسابقة عالمية أشرفت عليها اليونسكو، وجاء التصميم مستلهمًا من أشعة الشمس المنعكسة على أهرامات الجيزة، لترسم امتدادًا بصريًا يوحد الماضي بالحاضر.

حفل أسطوري بحضور قادة العالم

يشهد حفل الافتتاح حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من الملوك والرؤساء وقادة الدول، في احتفالية ضخمة تبرز ما وصلت إليه مصر من ازدهار ثقافي وحضاري.


وخُصصت فعاليات الافتتاح في الفترة من 1 إلى 3 نوفمبر للضيوف الرسميين فقط، على أن تُفتح أبواب المتحف للجمهور اعتبارًا من 4 نوفمبر، وسط استعدادات تنظيمية محكمة.

أما الدعوة الرسمية للحدث فكانت تحفة فنية بحد ذاتها، إذ صُممت على هيئة نسخة مصغّرة من التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون في هيئة الإله أوزوريس، واحتوت بداخلها نص الدعوة باللغة العربية، في إشارة رمزية عميقة إلى جذور الحضارة المصرية وخلودها.

رحلة بناء صرح استثنائي

بدأت فكرة إنشاء المتحف في تسعينيات القرن الماضي، ووُضع حجر الأساس عام 2002، قبل أن تتوقف الأعمال مؤقتًا عقب أحداث ثورة يناير 2011، لتعود بقوة بعد قرار رئيس الوزراء رقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء هيئة خاصة للمتحف، ثم القانون رقم 9 لسنة 2020 الذي أعاد تنظيمها كهيئة اقتصادية مستقلة.


واكتمل البناء عام 2021 بمساحة عرض تفوق 300 ألف متر مربع، تشمل قاعات عرض ضخمة، مركز ترميم هو الأكبر في الشرق الأوسط، ومناطق للأنشطة الثقافية والترفيهية تضم متحفًا للأطفال، مركزًا للتعلم، قاعات مؤتمرات وسينما، فضلًا عن محال تجارية ومطاعم وحدائق.

احتفاء عالمي بـ"هبة مصر للعالم"

تصدرت أخبار افتتاح المتحف المصري الكبير عناوين الصحف العالمية والعربية، حيث وصفته الصحف الأجنبية بأنه "أكبر متحف لحضارة واحدة في العالم"، فيما أكدت الصحف العربية أنه "بداية لعصر جديد من القوة الناعمة المصرية".
أما مجلة Wallpaper البريطانية، فقد وصفته بأنه "تحفة معمارية مكتملة تتماهى مع أهرامات الجيزة"، معتبرة أنه أعظم إنجاز ثقافي في القرن الحالي.

مصر تفتح أبواب المستقبل بعبق الماضي

بافتتاح المتحف المصري الكبير، تضع مصر حجر الزاوية لعصر جديد من السياحة الثقافية العالمية، وتثبت أنها لا تزال القلب النابض للحضارة الإنسانية.
فمن بين جدرانه التي تحكي آلاف السنين من الإبداع، تبعث مصر رسالة خالدة مفادها أن الحضارة لا تموت، وأن التاريخ يمكن أن ينهض من جديد في ثوب معاصر يليق بمكانة أرض الفراعنة.

تم نسخ الرابط