في ذكرى ميلادها.. لولا صدقي أيقونة أدوار الشر التي خطف قلبها رشدي أباظة
تحل اليوم 27 أكتوبر الذكرى الـ102 لميلاد الفنانة الراحلة لولا صدقي، إحدى نجمات الزمن الجميل التي تركت بصمة خاصة في تاريخ السينما المصرية، رغم أنها لم تحصل على البطولة المطلقة.
فقد تميزت بأداء أدوار الشر والفتاة اللعوب بخفة ظل وأناقة جعلتها من أكثر فنانات جيلها حضورًا وتأثيرًا، بمشاركة في أكثر من 50 فيلماً من كلاسيكيات السينما.
بدايات لولا صدقي
ولدت لولا صدقي في 27 أكتوبر عام 1923 بالقاهرة، وسط عائلة فنية مرموقة، فهي ابنة الكاتب والمؤلف المسرحي أمين صدقي، وشقيقة الفنانة صفية صدقي.
درست في مدارس فرنسية، ما مكّنها من إتقان اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وبدأت حياتها الفنية كمطربة في الكباريهات، حيث كانت تقدم أغنيات بعدة لغات، قبل أن تتجه إلى التمثيل.
ورغم كونها من ممثلات الصف الثاني، إلا أن وجهها المميز وحضورها الطاغي جعلاها واحدة من أكثر الوجوه المحبوبة لدى الجمهور، وقد تعلمت أصول التمثيل من شقيقتها صفية، وشاركت كذلك في عروض دعائية وإعلانات خلال مشوارها الفني.
دخولها عالم السينما
كانت رغبة لولا في التمثيل تواجه رفض والدها، بسبب صغر سنها وقتها، لكن الظروف المالية الصعبة التي مرت بها العائلة دفعتها لتحقيق حلمها بنفسها.
بدأت مشوارها كمطربة، ثم اتجهت إلى المسرح، وهناك أصيبت بمرض الأنيميا بسبب الإرهاق المتواصل، لكن المخرج أحمد بدر خان اكتشف موهبتها وقدمها لأول مرة في فيلم "حياة الظلام"، لتبدأ بعدها رحلتها مع الشاشة الفضية وتشارك في عشرات الأفلام التي صنعت شهرتها.
قصة حب لولا صدقي ورشدي أباظة
من القصص الشهيرة في حياة لولا صدقي، قصة حبها مع رشدي أباظة، والتي نشأت أثناء تصويرهما فيلم "المليونيرة الصغيرة".
بدأت العلاقة بموقف طريف حين تعثرت لولا في نطق حرف "الراء" خلال أحد المشاهد مما أثار ضحك فريق العمل، فغادرت غاضبة للبحث عن كلبتها "سيمبا"، ليتبعها رشدي ويبدأ الحديث بينهما عن حب كلبيهما، ومن هنا ولدت قصة حب حقيقية.
استمرت العلاقة لفترة طويلة، وكان رشدي معجبًا بثقافتها ورقيّها، لكن خوفه من الارتباط والمسؤولية أنهى العلاقة دون زواج، وقد دخلت لولا بعدها في حالة اكتئاب طويلة أثرت على حياتها الشخصية والفنية.
النهاية الحزينة
عاشت لولا صدقي حياة فنية ثرية رغم أنها لم تصل إلى النجومية المطلقة، لكنها تركت إرثًا سينمائيًا كبيرًا وشخصيات لا تُنسى في وجدان الجمهور، وبعد سنوات من العزلة والابتعاد عن الأضواء، رحلت عن عالمنا في 8 مايو عام 2001 عن عمر ناهز 78 عامًا، تاركة خلفها تاريخًا فنيًا يخلّدها كواحدة من أيقونات السينما المصرية الكلاسيكية.