علامة بسيطة قد تشير إلى أن شريكك مريض نفسيًا
بالنسبة للكثير من الناس، يمكن أن تكون لمسة اليد أو الضغط على الكتف وسيلة طبيعية لبث الطمأنينة والدعم العاطفي. غير أن دراسة جديدة أجراها علماء في نيويورك تشير إلى أن اللمس في العلاقات الرومانسية لا يكون دائمًا بريئًا، بل قد يُستخدم في بعض الأحيان كوسيلة للسيطرة أو التلاعب من قبل أشخاص يمتلكون سمات شخصية معينة تُعرف باسم السمات المظلمة.
اللمس كأداة للهيمنة
أوضح الباحثون أن بعض الأفراد الذين يتميزون بسمات شخصية مثل الاعتلال النفسي أو النرجسية أو الماكيافيلية قد يستخدمون اللمس ليس للتعبير عن الحب، بل كطريقة للتأثير على شريكهم أو فرض السيطرة عليه.
وحذر الفريق من أن اللمس يمكن أن "يعزز الشعور بالملكية تجاه الآخر" أو "يشجع على الامتثال والطاعة"، مما يعني أن الإيماءات الجسدية اللطيفة كالعناق أو الإمساك بالذراع قد تحمل نوايا خفية تتعلق بالهيمنة.
وقال مؤلف الدراسة البروفيسور ريتشارد ماتسون، أستاذ علم النفس في جامعة بينجهامبتون، ليس كل أشكال اللمس حسنة النية، وليس كل العناق غير ضار. فقد يُستخدم اللمس لخدمة مصالح ذاتية على حساب الشريك في العلاقة.
السمات المظلمة للشخصية
تشير الدراسة إلى أن الاعتلال النفسي يؤثر على نحو 1% من السكان، وهو اضطراب في الشخصية يتميز بسلوك معادٍ للمجتمع، وافتقار شديد للتعاطف أو الندم.
ويُعرف "الثالوث المظلم" للشخصية بأنه مجموعة من ثلاث سمات رئيسية:
- الاعتلال النفسي: يتسم بالاندفاع، والأنانية، والقسوة، والسلوك العدواني.
- النرجسية: تتسم بالعظمة، وحب الذات المفرط، والغرور، وغياب التعاطف.
- الماكيافيلية: تتصف بالمكر والخداع والتلاعب بالآخرين مع تجاهل الأخلاق والسعي لتحقيق المصلحة الذاتية.
منهجية الدراسة
أجريت الدراسة على 500 طالب جامعي من شمال شرق الولايات المتحدة، جميعهم فوق سن 18 عامًا ومرتبطون بعلاقات عاطفية. وطرحت عليهم استبيانات حول مدى راحتهم عند التعرض للمس، ومدى تجنبهم له، ومدى استخدامهم للمس بطرق غير مريحة أو تلاعبية تجاه شركائهم.
كما خضع المشاركون لتقييمات تقيس مستويات السمات الثلاث المكونة لـ"الثالوث المظلم".
كيفية التعرف على الشخص المصاب بالاضطراب النفسي
يُظهر الأشخاص المصابون بالاضطراب النفسي أو ما يُعرف بالاعتلال النفسي مجموعة متنوعة من السمات والسلوكيات، تختلف باختلاف نوع الاضطراب وشدته. ومع ذلك، هناك ملامح مشتركة يمكن ملاحظتها عند معظم المصابين، تساعد على التعرف عليهم في المواقف الاجتماعية أو العلاقات الشخصية.
السمات النفسية والسلوكية الشائعة
- من أبرز العلامات التي تميز الشخصية السيكوباتية أو المعتلة نفسيًا ما يلي:
- سحر سطحي وجاذبية زائفة، إذ يتمتع هؤلاء الأفراد بقدرة على كسب إعجاب الآخرين بسرعة من خلال اللباقة والمظهر الودود.
- شعور مبالغ فيه بقيمة الذات، حيث يرون أنفسهم أذكى أو أفضل من غيرهم، وغالبًا ما يشعرون بأنهم فوق القوانين أو الأعراف الاجتماعية.
- الحاجة المستمرة إلى التحفيز والسعي وراء الإثارة، مع نزعة اندفاعية تدفعهم إلى اتخاذ قرارات متهورة دون تفكير في العواقب.
- الكذب المرضي، واستخدام الخداع المتقن لتشكيل صورة مثالية عن أنفسهم أو للحصول على مكاسب شخصية.
- قدرة عالية على التلاعب بالآخرين، حيث يستخدمون العاطفة أو الثقة أو الإطراء كأدوات للتحكم في الناس.
- الافتقار إلى الندم والتعاطف، فلا يشعرون بالذنب تجاه أفعالهم، ولا يتأثرون بمعاناة الآخرين.
ورغم الارتباط الشائع بين الاعتلال النفسي والسلوك الإجرامي، فإن ليس كل المرضى النفسيين يصبحون قتلة أو مجرمين، إذ قد يعيش كثيرون منهم بين الناس دون أن يُكتشفوا، مستفيدين من قدرتهم على إخفاء مشاعرهم الحقيقية.