ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

هل تشعر بالتعب دائمًا حتى مع الراحة؟.. قد يكون عرضًا لحالة نادرة

التعب المزمن
التعب المزمن

كشفت دراسة حديثة عن معاناة الأشخاص المصابين بحالة نادرة تُعرف باسم فرط النوم مجهول السبب (IH)، وهي حالة يعاني فيها المصابون من تعب مزمن وشعور دائم بالنعاس لا يمكن لأي قدر من النوم أن يزيله.

وتُعرّف هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية هذه الحالة بأنها اضطراب يجعل المصاب ينام لفترات طويلة، ويستيقظ وهو يشعر بالارتباك أو الانفعال ودون أي إحساس بالانتعاش أو النشاط.

انتشار الحالة وأسبابها المحتملة

تُقدّر منظمة فرط النوم في المملكة المتحدة وجود نحو 2500 حالة مؤكدة، في حين يُعتقد أن آلافًا آخرين لم يتم تشخيصهم بعد، وربما لا يدركون أن رغبتهم المستمرة في النوم غير طبيعية.

لم يُحدَّد السبب الدقيق وراء هذه الحالة بعد، إلا أن الباحثين يعتقدون أن لها أصلًا عصبيًا. ويعاني المصابون بها من نعاس مفرط أثناء النهار، وينامون لفترات طويلة في الليل، لكنهم يستيقظون متعبين وخاملي الذهن. كما أنهم غالبًا ما يأخذون قيلولات طويلة دون أن يشعروا بأي تحسّن في مستويات الطاقة أو التركيز.

وهنا يختلف فرط النوم مجهول السبب عن مرض الخدار (Narcolepsy)، إذ يشعر المصابون بالخدار بالانتعاش بعد النوم، بينما في حالة فرط النوم، لا تكفي أي كمية من النوم لتحسين الحالة.

الهدف من الدراسة الجديدة

بينما ركزت الدراسات السابقة على الجوانب الطبية المعروفة لهذه الحالة، قاد فريق من الباحثين برئاسة سارة بيرمينغهام من شركة تاكيدا للأدوية دراسة نوعية تهدف إلى فهم التجارب الحياتية للمصابين، وتحسين مستوى الرعاية الطبية، وإلهام أساليب علاجية جديدة، وزيادة الوعي العام بهذا الاضطراب.

منهجية الدراسة

نُشرت الدراسة في المجلة الطبية PLoS، واعتمد الباحثون فيها على تحليل محتوى 346 منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي، والمدونات، والبودكاست، ومقاطع الفيديو، ومنتديات النقاش التي أنشأها 123 شخصًا يعانون من هذه الحالة بين عامي 2012 و2022.

كان 87% من المشاركين من النساء، تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عامًا، ويعيش معظمهم في الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا وكندا.

وأشار معظمهم إلى حاجتهم إلى عشر ساعات على الأقل من النوم يوميًا حتى يتمكنوا من أداء أنشطتهم، بينما ذكر البعض أنهم يحتاجون إلى خمس عشرة ساعة نوم أو أكثر للشعور بالقدرة على الاستمرار في اليوم.

وفي المقابل، توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البالغين بالحصول على ما بين سبع إلى تسع ساعات من النوم يوميًا للحفاظ على صحة جيدة، إذ إن النوم الجيد يساعد في الوقاية من أمراض مثل السمنة والسكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.

الأعراض والتجارب المشتركة

قام فريق الباحثين بتصنيف التجارب التي استخلصوها من المنشورات إلى عشرة محاور رئيسية شملت ما يلي:

  • النوم لفترات طويلة.
  • عدم الشعور باليقظة التامة أبدًا.
  • النعاس المستمر طوال اليوم.
  • النوم غير المريح.
  • صعوبة الاستيقاظ.
  • السلوك التلقائي أثناء النعاس.
  • القيلولات الطويلة غير المجدِية.
  • الصعوبات الإدراكية ومشكلات التركيز.
  • انخفاض الطاقة الجسدية.
  • الأحلام الواضحة والهلوسات التنويمية.

التأثيرات الحياتية والنفسية

حلّل الباحثون التأثيرات الحياتية والاجتماعية للحالة، وحددوا سبعة مجالات رئيسية تتأثر بها حياة المرضى، وهي:

  • الصحة النفسية والعاطفية، حيث ينتشر الاكتئاب والشعور بالإحباط.
  • الأنشطة اليومية التي تتقلص بشدة بسبب النعاس والخمول.
  • الإصابات الجسدية الناتجة عن فقدان التركيز أو النوم المفاجئ.
  • العلاقات الاجتماعية والعائلية التي تتأثر بسبب الانعزال والتعب المزمن.
  • العمل والدراسة، حيث يصعب الالتزام بالمواعيد وساعات العمل المنتظمة.
  • الصحة البدنية المتدهورة نتيجة قلة النشاط الحركي.
  • عبء الرعاية الصحية والعلاج نتيجة الحاجة المستمرة للمتابعة الطبية والأدوية.

التأثير على المحيطين بالمصابين

لاحظ الباحثون أن هذا الاضطراب لا يؤثر على المريض وحده، بل يمتد إلى العائلة والأصدقاء وزملاء العمل الذين يواجهون تحديات في التعامل مع الإرهاق المستمر، وضعف الحالة النفسية للمصاب، والقيود الزمنية الناتجة عن حاجته الطويلة للنوم.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن الاكتئاب له أثر عميق على نوعية الحياة، إذ يؤثر في الصحة العاطفية، والأداء اليومي، والإنتاجية في العمل، والعلاقات الاجتماعية.

تم نسخ الرابط