ميزة جديدة من يوتيوب تسمح لك بتحديد وقت مشاهدة "Shorts"
في خطوة تبدو كمحاولة توازن دقيقة بين الحفاظ على التفاعل واحترام صحة المستخدم أطلقت منصة يوتيوب ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بوضع حد زمني يومي لمشاهدة مقاطع "شورتس" تلك الفيديوهات القصيرة التي حولت التمرير اللامتناهي إلى عادة يومية لآلاف الملايين حول العالم لكن المفارقة تكمن في التفاصيل فبمجرد انتهاء الوقت المخصص لا يغلق التطبيق بل يظهر إشعار لطيف يقول "تم إيقاف التمرير مؤقتًا" مع خيار واضح ومباشر لـ"المتابعة على أي حال".
قد تبدو الميزة بسيطة لكنها تحمل رسالة يوتيوب أحد أبرز محركات الإدمان الرقمي في العقد الماضي يعترف ضمنيًا بأن تصميم منصته قد يدفع المستخدمين إلى تجاوز حدود الاستخدام الصحي وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه شركات التقنية عاصفة قانونية غير مسبوقة مع ما يقارب 2000 دعوى قضائية في الولايات المتحدة وحدها تتهمها بـ"هندسة الإدمان" عبر واجهات تفاعلية مصممة للاستحواذ على الانتباه لأطول فترة ممكنة خصوصًا لدى الأطفال والمراهقين.
الميزة الجديدة التي يمكن تفعيلها يدويًا من إعدادات التطبيق تتيح تحديد مدة تتراوح بين دقائق معدودة وساعات وبعد انتهائها يتوقف تمرير موجز "الشورتس" تلقائيًا لكنها كما يشير خبراء سلوك المستخدم ليست قيد حقيقي بل اقتراح فالمستخدم حر في تجاهل التنبيه والعودة إلى التمرير دون أي عوائق تقنية.
وهي ليست الأولى من نوعها إذ سبق أن قدمت يوتيوب أدوات مثل "خذ استراحة" و"تذكير وقت النوم" التي تنبه المستخدم بعد فترات مشاهدة طويلة أو عند اقتراب وقت النوم لكن طبيعتها الاختيارية جعلت تأثيرها محدود خاصة في ظل تصميم المنصة نفسه الذي يحفز على الاستمرارية عبر خوارزميات ذكية تقدم محتوى جذاب بلا توقف.
حتى الآن لا ترتبط الميزة الجديدة بأدوات الرقابة الأبوية ما يعني أن الآباء لا يستطيعون فرض حدود زمنية على أبنائهم عبر هذه الأداة لكن يوتيوب وعد بأن التكامل مع أدوات المراقبة العائلية سيفعل العام المقبل بحيث لن يتمكن الأطفال من تجاوز التنبيه عند انتهاء وقتهم المخصص خطوة قد تكون أكثر فاعلية نظرًا لغياب الإرادة الذاتية لدى الفئات العمرية الصغيرة.
رغم أن الميزة قد تبدو رمزية للبعض إلا أنها تعد تحول في خطاب شركات التقنية الكبرى فبعد سنوات من الدفاع عن "حرية المستخدم" بدأت هذه الشركات تقر بأن منصاتها قد تكون مضرة إذا استخدمت دون ضوابط.