ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

شانيل تُعيد إحياء “الإبرة النجمية”: رمز جديد ينسج خيوط الماضي بالمستقبل

الابرة النجمية
الابرة النجمية

ما زالت أصداء عرض دار شانيل في أسبوع الموضة بباريس تتردّد بقوة بعد العرض الذي قدّمه المدير الإبداعي الجديد ماتيو (Matthieu) بلازي، والذي استُقبل كافتتاحٍ فصلٍ جديد للدار. اختار بلازي مسرحًا سماويًا لعروضه مع مدرج انعكاسي تحته كواكب معلّقة لتأطير مجموعة حملت كثيرًا من رمزية الأرشيف مع نظرة مستقبلية جريئة. 

أحد أبرز عناصر هذه الرؤية هو زهرةٌ عائدة من ذاكرة الدار عرفها الفريق باسم «الإبرة النجمية» (Needle Aster)؛ زهرة حملت توقيع المجموعة وأثّرت في تفاصيل التطريز والقطع الزخرفية. الإبرة هنا لا تشير فقط إلى الأداة البسيطة للخياطة، بل تُحيل إلى صميم الحرفة والورشة صلة مباشرة بمدرسة شانيل للحرفية والاهتمام بالتفاصيل  في حين يفتح اسم «Aster» (باللاتينية: نجم/زهرة النجم) النافذة على بعدٍ سماويٍ يتماشى ومشهد العرض الكوني. 

هذه الحركة ليست استبدالًا لرمز الدار الأيقوني الكاميليا  بل قراءة أرشيفية وإحياء لرموز أقل حضورًا ظهرت في تصاميم شانيل منذ عشرينيات القرن العشرين. استحضار «الإبرة النجمية» يمنح مجموعة بلازي طابعًا تراثيًا مفعمًا بالذاكرة، لكنه في الوقت ذاته يعيد صياغة هذه الذاكرة بلمسة معاصرة تطريزات مجرّية، قصّات تعيد توزيع الكتلة والتناسب، وإكسسوارات تبدو وكأنها قادمة من شيء بين خياطة متقنة ورحلة عبر الفضاء. 

ومن منظورٍ تحليلي، يفكك بلازي أي مفهومٍ مهوّن للتراث: بدلاً من نسخه الحرفيّ، يقرأه كمخزون بصريّ يمكن إعادة ترتيب عناصره لتتناسب مع لغة زمنية جديدة. اختياره لرمزٍ مثل «الإبرة النجمية» يحقق توازنًا بين الحِرف اليدوية (الإبرة، التطريز، النسيج) والخيال الاستشرافي (النجوم، الكون)، ما يجعل المجموعة قادرة على مخاطبة جمهورين عاشقٍ للأرشيف ومحِبٍ للتجريب. تقنيًا، هذا يسمح للأقمشة والتشطيبات أن تحمل رسائل مزدوجة: احترامًا لتقنية الدار وتطلعًا إلى سردٍ بصريٍ جديد. 

وختاما إحياء «الإبرة النجمية» في عرض ماتيو بلازي لشانيل ليس مجرد تورية جمالية؛ إنه تأكيد على أن التراث في عالم الأزياء لا يُحفظ في متحف جامد بل يُعاد قراءته ويُوظَّف. بقراءةٍ تجمع بين الحرفة والخيال، قدّم بلازي مجموعة تستند إلى جذور شانيل وتدفعها إلى فضاءٍ معاصرٍ مختلف  حيث تبقى الإبرة أداةً للخياط والرمز، ويصير النجم دعوةً لمستقبلٍ لا يخشى اللعب بأيقونات الماضي.

تم نسخ الرابط