فيكتوريا بيكهام تُعيد اكتشاف الأنوثة في عرض ربيع وصيف 2026 ضمن أسبوع باريس للموضة

في قلب العاصمة الفرنسية، وتحديدًا في موقع Val-de-Grâce التاريخي، قدّمت فيكتوريا بيكهام عرضها لمجموعة ربيع وصيف 2026 ضمن أسبوع باريس للموضة، في أجواء امتزجت فيها الأناقة البريطانية بالروح الباريسية الساحرة. العرض جاء ليُجسّد رحلة بيكهام الشخصية بين الماضي والحاضر، مستوحًى من ذكرياتها الأولى مع الموضة وطفولتها التي شكلت بدايات شغفها بالأقمشة والتفاصيل.
المجموعة تميّزت بمزيج متوازن بين الرقة والعملية، حيث قدّمت المصممة فساتين انسيابية مزينة بالريش، وسترات خفيفة بقصّات فضفاضة، إلى جانب بدلات أنيقة واسعة الكتفين تمنح المرأة حرية الحركة دون أن تفقد لمسة الرقي. الأقمشة جاءت خفيفة وناعمة، من الشيفون إلى الحرير، فيما أضفت الألوان الهادئة كالبيج والأبيض توازناً بصرياً يعكس صفاء الفكرة وبساطتها.
كما برزت في العرض الحقائب الصغيرة ذات التصميم البنيوي والنظارات الشمسية الكبيرة التي أعادت إلى الأذهان أسلوب التسعينيات، وهو ما منح الإطلالات لمسة من العصرية الممزوجة بالحنين. تميزت كل قطعة بدقة تنفيذها وتوازنها بين الشكل والوظيفة، ما جعلها مناسبة للمرأة العصرية الباحثة عن الأناقة اليومية العملية.
التصاميم تباينت بين فساتين سليب حسية ذات قصّات غير متماثلة وأطراف غير متساوية، وبدلات واسعة الطابع مع سترات مربعة الصدر بلا ياقة تقليدية، وسترات جلدية طرية بحواف مجعّدة تمنح القطع طابعاً مخططاً بين الرسمية والتأنق . كذلك ظهرت سراويل منخفضة الخصر تُحكمها أحزمة رفيعة وتوبات مشقوقة من الأمام، ما أضفى على العرض حسّ الحركة والتجريب المقصود.
ومن ناحية المواد والإكسسوارات، برز استخدام التول والجلد والقصّات المجمعة (bunched fabric) وأحياناً رشّات طلاء خفيفة كلمسات انسيابية ، إلى جانب تشكيلة حقائب عملية من الدفل (duffle) إلى حقيبة كاميرا ومنحوتات تشبه الأكورديون ما دلّ على مزج الوظيفة بالرمزية. كما قدّمت بيكهام تفاصيلٍ تقنية مثل توبات من الريش المُعَلَّق في قطع محددة لخلق تباين ملمسي مع الباقي.
الأجواء داخل الـVal-de-Grâce كانت خيالية ، والعارضون ساروا تحت قبوٍ مُضاء بحلقات إضاءة امتداداً للممرّ الحجري، فيما حضر العرض عددٌ من الوجوه المعروفة وعائلتها لتؤكّد طابع العرض الحمَلي والشخصي الذي ربطته المصممة بذكرياتها. نقدياً، وُصف العرض بأنه توازن بين استرجاع الطفولة البريئة وإحساس النضج الفني — أي وصول بيكهام إلى لغة تصميمية أكثر راحة وثقة في روايتها.
أجواء العرض كانت مفعمة بالهدوء والرومانسية، بينما عكست الإضاءة الخافتة روح النعومة التي أرادت بيكهام إيصالها. في الختام، وقفت المصممة لتتلقى تصفيق الحضور بحرارة، مؤكدة أن رحلتها في عالم الأزياء لا تزال تتطور بخطوات واثقة تجمع بين النضج الفني والبساطة الراقية. وهكذا، أثبتت فيكتوريا بيكهام مجددًا أنها تعرف جيدًا كيف تُترجم الأنوثة المعاصرة إلى لغة تصميم أنيقة وخالدة.










